أخبار المؤسسة

الشيخة فاطمة .. المسؤولية الاجتماعية رسالة صادقة في خدمة الإنسانية وواجب وطني

القاهرة في 23 مارس /وام/ قالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك - الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام - ان دولة الإمارات العربية المتحدة ومن خلال رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله تؤكد أن التنمية المستدامة مبنية على مجتمع آمن واقتصاد حيوي مفتوح.
جاء ذلك في الكلمة التي وجهتها سموها إلى المؤتمر السنوي الثالث للمسؤولية الاجتماعية الذي عقد صباح اليوم في القاهرة تحت رعاية دولة الدكتور أحمد نظيف رئيس وزراء مصر في حضور نخبة من الخبراء والمختصين من عدة دول عربية وأجنبية.. وألقاها نيابة عن سموها معالي علي سالم الكعبي مدير مكتب سمو وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس أمناء مؤسسة التنمية الأسرية الكلمة .
ووجهت سموها في بداية الكلمة تحية إلى مصر قيادة وشعباً بمناسبة انعقاد المؤتمر الذي يتناول قضية هامة الهدف منها تمكين البشرية في مختلف أقطار العالم من التمتع بنوعية أفضل من الحياة لما ترتبط به من صلة وثيقة بالشأن الاجتماعي والقطاع الاقتصادي .
وأضافت سموها إن دولة الإمارات العربية المتحدة ومن خلال رؤية صاحب السمو رئيس الدولة تؤكد أن التنمية المستدامة مبنية على مجتمع آمن واقتصاد حيوي مفتوح إذ تتجلى في نطاقها المسؤولية الاجتماعية كمنهج وممارسة في جميع التوجهات الإستراتيجية للشركات والمؤسسات العامة والخاصة في الدولة التي تبنى على أساس أولويات واضحة ومعايير محددة تتمحور حول المجتمع والاقتصاد والبيئة بهدف توفير الحياة الإنسانية النوعية في ظل العيش ضمن توازن بين الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وإيجاد التكامل فيما بينهما من خلال السياسات الداعمة والممارسات والتجارة المتبادلة وتمكين كافة الناس من تأمين الكفاية لاحتياجاتهم الأساسية والتمتع بنوعية حياة أفضل وحماية حياة الأجيال القادمة من المخاطر من خلال اعتماد المبدأ الوقائي وتقديم فرص متساوية للناس فيما يتعلق بالحياة الصحية والآمنة والمنتجة بشكل متناغم مع الطبيعة والتراث الثقافي ومنظومة القيم التي تضمن التطور الاقتصادي والاجتماعي وتحمي البيئة .
وأشارت سموها إلى أن المسؤولية الاجتماعية واجب وطني على الجميع فلم يعد تقييم شركات القطاع الخاص يعتمد على ربحيتها فحسب ولم تعد تلك الشركات تعتمد على بناء سمعتها على مراكزها المالية وحدها فقد ظهرت مفاهيم حديثة تساعد على خلق بيئة عمل قادرة على التعامل مع التطورات المتسارعة في الجوانب الاقتصادية والتكنولوجية والإدارية في مختلف أنحاء العالم وكان من أبرزها المسؤولية الاجتماعية للشركات ودمج دور مؤسسات القطاع الخاص محوريا في عملية التنمية وهو ما أثبتته النجاحات التي تحققها الاقتصاديات المتقدمة.
وفي هذا السياق نوهت سمو الشيخة فاطمة بمؤسسات القطاع الخاص التي أدركت أنها غير معزولة عن المجتمع والبيئة وضرورة الأخذ بعين الاعتبار ما توصل إليه مجلس الأعمال العالمي من ركائز للتنمية المستدامة وهي الجانب الاقتصادي والتقدم الاجتماعي وحماية البيئة ضمن سياق واضح على أن المسؤولية الاجتماعية هي الالتزام المستمر من قبل شركات الأعمال بالتصرف أخلاقيا والمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والعمل على تحسين نوعية الظروف المعيشية للمجتمع عموماً.
وأكدت سموها أن قيام الشركات بدورها تجاه المسؤولية الاجتماعية يضمن إلى حد ما دعم أفراد المجتمع لأهدافها ورسالتها التنموية والاعتراف بوجودها والمساهمة في إنجاح أهدافها وفق ما خطط له مسبقا علاوة على المساهمة في سد احتياجات المجتمع ومتطلباته الحياتية والمعيشية الضرورية اضافة إلى إيجاد فرص عمل جديدة من خلال إقامة مشاريع خيرية واجتماعية ذات طابع تنموي.
ونوهت سمو الشيخة فاطمة إلى أن التحدي الرئيسي أمام تعميق المسؤولية الاجتماعية كممارسة يتمثل في بقاء جوهرها أدبياً ومعنويا وتستمد قوتها وقبولها وانتشارها من طبيعتها بشكل اختياري ومن هنا فقد تعددت صورها في شكل مبادرات وفعاليات تعتمد على البيئة المحيطة ونطاق الشركات وإشكالها وقدراتها المالية والبشرية وهي مسؤولية ليست ثابتة أو جامدة بل هي ديناميكية واقعية وتتصف بالتطور المستمر كي تتواءم بسرعة وفق مصالحها وحسب المتغيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وأوضحت انه يمكن في هذا الإطار رسم معايير واضحة يحدد من خلالها قدرة الشركات ودورها المجتمعي ضمن إطار مسؤولياتها الاجتماعية وفيها احترام الشركة للعاملين في بيئتها الداخلية وأفراد المجتمع ضمن البيئة الخارجية ودعم ومساندة المجتمع في احتياجاته التنموية ومتطلبات الأسرة والفرد والالتزام بتوافق منتجات الشركات مع البيئة لتحسين ظروفها ومعالجة مشاكلها .
وأضافت سموها إن المسؤولية الاجتماعية في المقام الأول رسالة صادقة في خدمة الإنسانية لذا يتعين على المؤسسات والشركات أن تضعها في صلب استراتيجياتها بعيدا عن العلاقات العامة والتسويقية لأن الحس بالمسؤولية يجب أن يبقى في إطار النوايا الإنسانية الحسنة وينبع من دوافع أخلاقية وإنسانية ووطنية يضاف إليها تعبير عن الأداء الجيد للمؤسسات والشركات في علاقاتها مع المجتمعات.
ونوهت الى أنه باستعراض المنجزات الحضارية للشعوب والدول في إطار المسؤولية الاجتماعية نجد أن هناك العديد من قصص النجاح والتميز التي تمثل حافزاً ودافعاً قوياً لمبادرات وجهود جديدة تؤطر في مدونات لتكون مرجعاً للجميع لمزاولة هذه المسؤولية الإنسانية باقتدار وفرصة لتبادل الخبرات وتعميم أفضل الممارسات وتنسيق الجهود خدمة للمجتمع.
وقالت سمو الشيخة فاطمة في ختام كلمتها إن حرص مؤسسة التنمية الأسرية في إمارة أبوظبي على المشاركة في هذا الملتقى الهام الذي يجمع نخبة من الكفاءات والمتخصصين وعددا من الشركات والبنوك والهيئات والمؤسسات العربية الدولية جاء تقديراً لأهمية الشراكة والتعاون بين القطاعات التنموية والاجتماعية والاقتصادية.

تواصل معنا

خلال ساعات العمل الرسمية

الإثنين-الخميس: 8:00 صباحاً - 3 ظهراً
الجمعة: 7:30 صباحاً - 12:00 ظهراً

ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة

الحصول على الإتجاهات