جريدة الخليج / أكدت حرم صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة ان الوطن هو هاجسنا الأكبر كونه الحضن للمرأة والرجل وللأسرة.
وقالت سموها ان على الجميع ان يخدم الوطن الذي وفر له الراحة والعيش الكريم خاصة المسؤولين والقائمين عليه، وتمنت سمو الشيخة جواهر القاسمي بأن يكون شعار الهوية الوطنية والذي نادى به صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، هو شعار مستمر على مدى الأعوام المقبلة. لأن جيل اليوم بحاجة إلى غرس هذه المفاهيم في داخله في خضم التغيير والاختلاط الذي نراه في مجتمع الإمارات، وتسارع الكثير من الأجانب لامتلاك قطعة أرض.
جاء كلام سموها في لقاء خصت به مجموعة من الاعلاميات في الصحف العربية والأجنبية والعالمية وذلك في قصر البديع صباح أول من أمس.
رأت سموها أن انفتاح الحضارات وحوار الثقافات أمر مطلوب في هذه الآونة بالرغم من الهجمة الشرسة من البعض على الاسلام وذلك بهدف اعطاء الصورة الحقيقية للإسلام، كما ألقت اللوم على بعض المسلمين الذين لا يتصرفون بأخلاق الاسلام، مشيرة إلى انهم السبب في وجود هذه الصورة السلبية.
حضر اللقاء نورة النومان مديرة مكتب قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، وصالحة غابش المستشارة الثقافية في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وأرم علوي مديرة نادي سيدات الشارقة، وخولة السركال مسؤولة قسم التسويق، وحنان المحمود منسقة الفعاليات والأنشطة وبدرية آل علي مسؤولة الاعلام بنادي سيدات الشارقة.
بداية الحديث كانت عن حملة “سلام يا صغار” والتي أطلقتها سمو الشيخة جواهر القاسمي، وحول توقعات سموها لآلية وصول أموال الحملة إلى الشعب الفلسطيني المحتل، أجابت سموها: أحب التأكيد لجميع من أسهم معنا في “حملة سلام يا صغار” بأن تبرعاتهم ستكون في أيد أمينة ستقوم بتوصيلها إلى مستحقيها، ونسمع تعليقات من البعض بأنهم يرغبون في التبرع، ولكنهم يترددون، خاصة حينما يكون الخلاف بين فريقين من الشعب الفلسطيني، ويعلقون بأنه ما فائدة عمل الخير ما داموا مختلفين عليه، وبالتالي فإن مثل هذه الأمور تفقد المسؤولين في فلسطين مصداقيتهم، ولكن نحب ان نطمئنهم بأننا نتواصل مع مؤسسات إنسانية نثق بها جداً، وبأنها ستقوم بايصال الأموال إلى مستحقيها بل سنتابع عملها، كما كان الحال معنا في حملة “بحبك يا لبنان” قبل عامين، حيث قمت بنفسي بمتابعة جميع المؤسسات، وكان بيني وبينها اتصال مباشر على اختلاف تخصصاتها، سواء مؤسسات صحية أو مؤسسات تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام، وبالتالي أغفلنا الجانب الديني في هذه القضية الانسانية، ولم ندخل في موضوع المذاهب أو الطوائف في لبنان لأننا نقدم عملاً إنسانياً بحتاً.
وحول صدور توجيهات بكيفية صرف أو استخدام تبرعات حملة “سلام يا صغار”، أم تم ترك الخيار للآخرين، أكدت سموها ان أكثر ما يهمنا أن تصرف في مجال رعاية الأطفال، سواء كانت صحية أو تربوية، وفي توفير مسكن صحي للطفل، وحالياً نحن على اتصال مع بعض المؤسسات والمنظمات العالمية المتخصصة في رعاية اللاجئين، وعلى سبيل المثال علمنا أن العديد من الأدوية وأيضاً الأجهزة غير متوفرة منذ أيام عديدة في بعض المستشفيات، حتى ان أحد المسؤولين قد أشار إلى نفاد 55 نوعاً من الأدوية الصحية وهذا ما يؤدي إلى ويلات أكثر وأكثر، خاصة وأن العديد من المرضى يعيشون على هذا الدواء، أو ذاك، مما يؤدي إلى وفاتهم، وهذا ما يهدف العدو إلى تحقيقه.
ونحن لا نريد أن نكون طرفاً آخر في معاناتهم بل نريد التخفيف عنهم، وأن نشعرهم بوجود بارقة أمل، وكنت أتمنى لو أن العديد من الاخوة في الوطن العربي قد تضامنوا معنا في هذه الحملة أو العكس أن ندخل معهم في حملة انسانية كي نقدم شيئاً لهذا الشعب.
من الملاحظ أخيراً ان هناك نهجاً جديداً لترسيخ ثقافة حوار الأديان وانفتاح الحضارات وغيرها من الشعارات، وهذا ما يتقبله المسلمون، إلا أننا في المقابل نشهد حملة شرسة من قبل بعض الدول الأوروبية والأمريكية، وصلت إلى حد اهانة الرسول صلى الله عليه وسلم، برأيك كيف يمكن مقاومة هذه الهجمات العنصرية؟
أنا أوافق على مبدأ الحوار والانفتاح على ثقافة الآخر، وهذا ما يحسن صورتنا، عوضاً عن الاختلاف معهم بسبب نظرتهم لنا، وبالتالي علينا مراجعة الصورة التي نقدمها نحن إلى الآخر، وهل هذه الصورة حقيقية عن الاسلام، بمعنى هل يتم تطبيق شريعة وأخلاق المسلم، وبعد مراجعة أنفسنا، نبدأ بمرحلة محاسبتهم على نظرتهم السلبية لنا.
من كلامك أشعر بأن اللوم كله يقع على المسلمين؟
هو ليس لوماً وإنما هناك تقصير من ناحية الكثيرين بعدم ايصال الصورة الحقيقية للمسلم والاسلام. فالبعض لا يتصرف بأخلاق المسلمين، بل فقط لكونه ولد مسلماً، في حين أن الأجنبي عندما يعتنق الاسلام يطبقه بحذافيره، ويكون وسطياً ومعتدلاً، في حين أن البعض لديه نوع من التعصب القبلي أكثر مما يتصل بالدين الإسلامي، وهذا ما نعتبره جهلاً.
الكل ممن واكب مسيرتك في المجالين الإنساني والمهني يجمع على كونك المحفز أو الدينامو الذي يحفزهم على العطاء، برأيك كيف يمكن نقل هذه العدوى الحميدة إلى جيل الشباب والذي يوصف بالاتكالية؟
الشباب عندما يحصلون على من يساعدهم ويساندهم ويؤمنون بهم وبعملهم فهم لا يقصرون، وهذا ما يتم تطبيقه بالفعل في مراكز الناشئة أو الكشافة أو مراكز الشباب المنتشرة في الدولة، ونحن نثمِّن مواقفهم واقبالهم على التطوع خاصة خلال المناسبات الانسانية وغيرها. وبالتالي لا يمكننا أن نتهم كافة الشباب بالاتكالية، لأن السبب في الأساس يعود إلى الأسرة، وكيفية تربية هذا الشاب أو الفتاة واغداقهم المال عليه، وبالتالي لم يعد منشغلاً بتطوير أي من ملكاته، بل انحصر همه في الحصول على أحدث موديل سيارة، ويرتاد أماكن معينة كي يشير إليه الناس، وأرى أن هذا الأمر موجود في كل المجتمعات.
حققتم انجازات كبيرة على المستوى المحلي والخليجي والعربي والعالمي، ما طموحكم للمرحلة المقبلة؟
بصراحة، أنا لا أفكر أو أحسب الأمور بهذه الطريقة، بل أرى أن الظروف هي التي تضعنا في هذه المواقع، فأولاً بدأنا نعمل من خلال مجتمعنا، وهو واجب علينا، ومن ثم بدأنا بالبحث لأنفسنا عن مكان إلى جانب المؤسسات العالمية، وبالنسبة للعمل العربي فنحن نحسب على هذه الأمة ونحن مرتبطون بها وما يضرنا يضرهم وما يفرحنا يفرحهم، أما العالمية فنحن أردنا أن يكون لنا دور مع المؤسسات التي تعنى بالمرأة والطفل والمجتمع، والاستفادة من خبراتهم كونهم سبقونا بهذا المجال، وبالتالي نختار ما يناسبنا بما ينسجم مع ديننا وعاداتنا وأخلاقنا.
ما أولوياتكم في الوقت الراهن على نطاق الأسرة والمجتمع؟
ما نركز عليه الآن هو توفير الرعاية الصحية للأسر، وأشعر أن هذا هم بدأ يثقل كاهلنا. فالمرضى هم ضحية العلاج الخاص المكلف أو غير المتطور والمراكز الصحية في المؤسسات الاتحادية لا تستطيع ان تقدم ما هو مطلوب منها سواء للمواطن أو للمقيم، واليوم ما نراه انتشار الكثير من الأمراض التي انتشرت اليوم بالأسرة، لذا نحاول أن نفعّل أدوار الجمعيات التي تنضوي تحت لواء المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، لتقدم خدمات أكبر للمجتمع، مثل أصدقاء مرضى السرطان، وأصدقاء الرضاعة الطبيعية، وأصدقاء مرضى الكلى، كما سيكون هناك جمعيات أخرى بحيث نسعى بالتعاون مع وزارة الصحة لإنشاء مراكز صحية مجهزة لتقديم العلاج.
عندما تنفذون برنامجاً ما، هل تضعون في الاعتبار نجاح المرأة أم الفائدة التي تنعكس على الوطن؟
لا أحد يستطيع أن ينكر أهمية الوطن لأن هاجسنا هو الوطن، الذي هو الحضن سواء للمرأة أو الرجل أو للأسرة، وإذا لم نقدم نحن أبناء هذا الوطن الذي وفر لنا الراحة والعيش الكريم، فلن نستطيع كمسؤولين تقديم الخدمة للشعب.
ونحن بالمناسبة نتمنى أن يكون شعار الهوية الوطنية شعاراً لكل السنوات المقبلة وليس لعام واحد فقط. وهو تمن نأمل أن يأخذ المسؤولون به خاصة لما للموضوع من أهمية في هذه المرحلة، والتي يشهد فيها مجتمعنا اختلاطاً كبيراً في الثقافات واللهجات وأيضاً اقبال الكثير على امتلاك قطعة أرض، كي يقيم فيها اقامة دائمة، لذا نحن نود أن نكرس الهوية الوطنية وأن نتخطى حدود الشعار فقط.
كيف تقيمون مستوى الخدمات أو الاهتمام الذي توليه المؤسسات الحكومية للناس؟
بالنسبة للشارقة، إذا ما وجد بعض التقصير أو التخاذل من بعض المؤسسات في أن تقدم أي نوع من المشاركة أو المساهمة في خدمة الوطن فهي مسألة وقت لا أكثر، ويكون هناك متابعة من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والذي يحرص على أن تكون هناك شراكة ما بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع.
يذكر أن هذا اللقاء قد نظم بناء على طلب من الصحف ووسائل الاعلام الأجنبية والعربية للتعرف عن قرب الى تجربة سمو الشيخة جواهر في العمل الوطني والتنموي والاجتماعي.
يشار إلى ان سمو الشيخة جواهر القاسمي لها أدوار تأسيسية كمؤسسة لنادي المنتزه للفتيات عام ،1982 ومؤسسة لنادي سيدات الشارقة بفروعه ال11 عام ،1994 حين وجهت بإعادة تدشينه باسمه الجديد وشكله الجديد في مارس/آذار ،2004 وكذلك أسست المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة عام ،2000 اضافة لكونها من مؤسسات أولاف بادن هاوس “البيت الدولي للمرشدات التابع للمكتب العالمي للمرشدات”.
كما تجدر الاشارة إلى ان سمو الشيخة جواهر نالت أوسمة وجوائز منها درع الوفاء والعطاء من مكتب الاقليم العربي للمرشدات التابع للمكتب العالمي للمرشدات في تونس عام ،2007 تقديراً لمجهوداتها المتميزة وعطائها الكبير في سبيل رقي ونهضة الفتاة والمرأة العربية وجائزة السيدة العربية الأولى في دعم قضايا المرأة والأسرة العربية في دورتها الرابعة لعام 2007 من مكتب دراسات مشاركة المرأة العربية في باريس وحازت على جائزة الأميرة بيندكت من الدنمارك لإسهاماتها في تنمية الفتاة عن طريق دعمها المستمر لجمعية أولاف بايدن باول التابعة للمكتب العالمي للمرشدات في كوبنهاجن عام 2007.
تكريم الفائزات بجائزة السيدة العربية
تحت رعاية حرم صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الاعلى لشؤون الاسرة ينظم مركز دراسات مشاركة المرأة العربية وبالتعاون مع المجلس الاعلى لشؤون الاسرة احتفالية تقديم جائزة السيدة العربية الاولى وجائزة المرأة العربية المتميزة للدورة الخامسة لعام ،2008 بحضور عدد من الشخصيات والفعاليات النسائية العربية والمحلية وممثلة الامين العام لجامعة الدول العربية.
وصرح الدكتور كريم فرمان رئيس مجلس ادارة مركز دراسات مشاركة المرأة العربية ان استضافة الشارقة لحفل الجائزة في دورتها الخامسة بعد ان حطت هذه الجائزة في دوراتها السابقة في القاهرة وطرابلس ودمشق يعبر عن عمق اهتمام دولة الامارات العربية بدعم ومساندة نجاحات المرأة العربية وتميزها في حقول العمل المختلفة بحيث صارت تقدم نماذج مشرفة من النساء الناجحات على الساحتين العربية والدولية.
وأضاف انه سيتم في الحفل تكريم الاميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز بجائزة السيدة العربية الاولى في دعم قضايا المرأة والعمل الانساني تقديرا لرئاستها الفاعلة لمجموعة من المؤسسات الانسانية في المملكة العربية السعودية، ودعمها كل الملتقيات الاعلامية المتعلقة بقضايا المرأة السعودية، بالاضافة الى تكريم ثماني سيدات عربيات بجائزة المرأة العربية المتميزة وهن: شيخة المحمود وزيرة التربية في قطر وشريفة اليحيائية وزيرة التنمية الاجتماعية في سلطنة عمان ونوال المتوكل وزير الرياضة في المغرب وغنيمة المرزوق من الكويت وصالحة غابش المستشارة الثقافية في المجلس الاعلى لشؤون الاسرة من الامارات وسلوى العياش اللبان من تونس ومنيرة فخرو من البحرين والاعلامية ليلى الشيخلي من العراق.
وفي ختام تصريحه عبر الدكتور فرمان عن شكره وتقديره الكبيرين لسمو الشيخة جواهر القاسمي على مبادرتها الكريمة في رعاية واستضافة هذه الفعالية المهمة والتي صارت اهم جائزة عربية تقدم لنساء العرب وفق آليات الترشيح المفتوح والتحكيم المحايد. وقال ان جهود وإسهامات الشيخة جواهر القاسمي في تنمية قدرات المرأة وتشجيعها الدائم ورعايتها لبرامج انسانية وتنموية صارت تحظى بتقدير وثناء جميع المنظمات والهيئات العربية المهتمة بقضايا المرأة.
أما حفل التكريم فسيكون بتاريخ 26 من الشهر الجاري في نادي سيدات الشارقة.
عتاب
أكدت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي ان نتائج حملة “سلام يا صغار” جاءت بأكثر من توقعاتنا، وهذا بفضل من الله تعالى، ولكن نحن نعتب على بعض الشخصيات الفلسطينية الموجودة في الإمارات، منذ زمن طويل، وعملوا فيها، وأنعم الله عليهم بالخير الوفير، كنا نتمنى منهم تقديم الدعم والمساعدة للحملة، وأن ينضموا معنا إلى الحملة، كي نجمع أكبر قدر من الأموال لإرسالها إلى أبنائهم وأحفادهم في الأراضي المحتلة والتي يعانون فيها، ولكنهم صامدون، ولولا صمود الشعب الفلسطيني الموجود والذي يقيم على أرض فلسطين، لما بقي لاسم فلسطين وجود ومكان على الخليقة.
توقع
حول التوقعات بوصول التبرعات إلى مليار درهم، أجابت سموها: نحن نأمل بذلك وأكثر، ولكن إلى الآن لم يتم احصاء المبلغ حيث يوجد العديد من الحصالات المنتشرة هنا وهناك، في المدارس وأيضاً بالمراكز، لذا لا نحب الاشارة إلى أي رقم من دون التأكد منه، فنحن نحرص على الدقة وعدم المبالغة في هذا الموضوع.
شرطة الشارقة تدعم أطفال فلسطين
الشارقة - “الخليج”:
انطلقت في الادارة العامة لشرطة الشارقة فعاليات حملة شرطة الشارقة والتي تهدف الى جمع التبرعات المالية لدعم اطفال فلسطين، وتشمل الحملة التي تستمر حتى 29 من الشهر الحالي جميع الادارات والاقسام التابعة لشرطة الشارقة وسيتم تحصيل التبرعات من خلال الكوبونات ذات الفئات المختلفة التي أعدت لذلك تيسيراً للمتبرعين بكافة مستوياتهم وتمكينا للجميع من الاسهام في هذا العمل الانساني الكبير، وفي هذا الصدد تم تكوين فريق عمل من قسم العلاقات والتوجيه المعنوي بشرطة الشارقة برئاسة الملازم أحمد مبارك اسماعيل أسندت اليه ادارة وتنفيذ فعاليات الحملة.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات