أخبار المؤسسة

الشيخة فاطمة بنت زايد بن صقر لـ الخليج: المرأة الإماراتية شريك حقيقي في التنمية

الشيخة فاطمة بنت زايد بن صقر لـ الخليج: المرأة الإماراتية شريك حقيقي في التنمية
حوار: ميرفت الخطيب
جريدة الخليج 1/4/2008
أكدت حرم صاحب السمو عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان سمو الشيخة فاطمة بنت زايد بن صقر آل نهيان رئيسة جمعية أم المؤمنين ورئيسة مؤسسة حميد بن راشد للتطوير والتنمية البشرية ان نجاح المرأة الإماراتية يعود الى ثقة القيادة الرشيدة بها، مشيرة إلى أن المرأة شريك حقيقي في عملية التنمية مما أهلها للدخول بقوة الى المجلس الوطني كي تعبر عن رأي الشعب وطموحاته بمنتهى الديمقراطية، وأشادت سموها بالدور القيادي الذي تلعبه أم الامارات الشيخة فاطمة بنت مبارك مما جعلها مدرسة في البذل والعطاء وحب الآخرين نقتدي بها جميعا.
وأوضحت سمو الشيخة فاطمة بنت زايد ان الحراك الثقافي والاجتماعي والاقتصادي الذي تشهده إمارة عجمان يأتي في اطار النمو والتطور الذي يلون كافة جنبات الامارات التي ترفع شعار التنمية المستدامة والشاملة. وطالبت سموها مؤسسات المجتمع المدني بضرورة اعادة النظر في استراتيجيتها لتواكب المتغيرات والمعطيات من حولها بما يحقق الأهداف السامية من وراء إنشائها.

وأشارت سموها إلى أن الانتماء للوطن وتعزيز الهوية الإماراتية هي ممارسات تبدأ من الاسرة.

جاء ذلك في حوارها مع الخليج بعد منحها جائزة الشخصية النسائية لعام 2008 من معهد الشرق الاوسط لسيدات الاعمال والقياديات وفيما يلي نص الحوار:

 ماذا يعني لكم حصولكم على هذه الجائزة؟
- الحصول على التكريم أياً كان نوعه مسؤولية كبيرة تتطلب مزيداً من العطاء، ومزيداً من الالتزام نحو الوطن وأبنائه.

 برأيكم بماذا تفيد مثل هذه الجوائز، خاصة عندما تصدر من جهة مهمة لها باع في المجالات الإنسانية والثقافية والعامة أيضا؟
- إن قيام بعض المؤسسات بتخصيص جوائز في مجالات مختلفة إنما ينم من ناحية عن وعي تلك المؤسسات بقيمة وأهمية تلك المشاركات والعطاءات التي يقدمها هؤلاء الأفراد، ومن ناحية أخرى التشجيع على قيام الجميع بأدوار اجتماعية تخدم المجتمع وتعمل على تطويره، بالإضافة إلى إبراز تلك الشخصيات التي أسهمت بدور فاعل ومؤثر في مجتمعها.

 لوحظ في الفترة الأخيرة تبوء المرأة الإماراتية للعديد من المناصب المتفردة وكذلك تأهلها لمناصب قيادية حساسة وفاعلة بنفس الوقت، كيف تقرأون هذا التطور في الحراك النسائي على مستوى الإمارات؟
- المرأة الإماراتية شريك حقيقي في عمليات التنمية، وهي لا تقل بأي حال من الأحوال في إمكاناتها عن الرجل، وقد أتيحت لها فرص التعليم والعمل ولذا استحقت وبجدارة أن تتبوأ المكانة المرموقة والمناصب القيادية.

 وبرأيكم ما هو الدافع وراء منح المرأة الإماراتية هذا الدعم من قبل المسؤولين وأيضا الحكام؟
- إن إيمان القيادة بأهمية الدور الذي تقوم به المرأة كشريك للرجل، وكذلك القناعة بالإمكانات التي تتمتع بها والتي تؤهلها للقيام بمسؤولياتها بمستوى عالٍ من الكفاءة والتميز كلها عوامل ساعدت على الدعم الذي حظيت به من قبل الحكام والمسؤولين.

 وهذا لا ينفي أيضا بروز المرأة الإماراتية على الساحة العربية ككل وفعاليتها في المحافل الدولية بعدما كانت مشاركتها نادرة أو محدودة قبل عقد من الزمن؟
- لقد توافر للمرأة الإماراتية مجموعة من العناصر الداعمة لمسيرتها نحو التطور والنماء مما أهلها لتولي الكثير من المناصب القيادية، ومنحها القدرة على المشاركة في كثير من المؤتمرات والندوات والملتقيات، وتمكنت من إبراز رأيها ووجهة نظرها في المحافل العربية والدولية وكان رأيها قائما على الموضوعية والواقعية والوضوح فنالت تقدير الآخرين.

 رعاية أم الإمارات الشيخة فاطمة بنت مبارك للمرأة الإماراتية خاصة وأن سموها تعد النموذج للمرأة الإماراتية والذي تمشي في ركبه فتاة اليوم، بالنسبة لكم كيف أثر فيكم، خاصة وأن سمو الشيخة فاطمة تفتخر دوما بكونها تلميذة المغفور له الشيخ زايد رحمة الله عليه؟
- كان الإنسان في الحياة يتعلم بطرق ووسائل متنوعة، ويتأثر بمن يحيط به من أفراد أو مؤسسات ولقد استطاعت أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أن تنال إعجاب وتقدير الكثير من النساء سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي، وكانت بحق قدوة لنا جميعا في العطاء والبذل وحب الآخرين والعمل بجد وإخلاص فهي مدرسة نتعلم منها جميعا ونستفيد من خبراتها وتجاربها البناءة ونأمل أن نسير على خطاها.

 وصلت المرأة الإماراتية إلى المجلس الوطني بدعم كبير من أبناء بلدها، وهذا الوصول كان بطريقة ديمقراطية ليحقق أهدافا في مرمى المرأة الخليجية، خاصة وأن تجارب سبقت هذا الأمر في دول خليجية أخرى، إلا أنها فشلت باستثناء تجربة الإمارات، ما هو السبب برأيكم؟
- مسيرة طبيعية استحقتها المرأة الإماراتية بجدارة.. فبعد أن شاركت وأعطت في مختلف المؤسسات والقطاعات كان إسهامها كعضو في المجلس الوطني الاتحادي الذي أتاح لها الفرصة والتعبير عن رأي الشعب وتطلعاته في هذا المنبر السياسي لتكون شريكا في صنع واتخاذ القرار المناسب لأبناء المجتمع والمعبر الحقيقي عن آرائهم في كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها، وتفخر المرأة الإماراتية بأنها قد شاركت الرجل في هذا المنبر الحر بطريقة ديمقراطية أتاحتها لها القيادة السياسية.

 هل تعتقدين أن توسع مجال عمل المرأة وتنوعه ستكون له آثار سلبية أو إنعكاسات على مسؤوليتها تجاه أسرتها، أم أنها قادرة على النجاح والموازنة بين الأمرين؟
- المرأة العاملة قادرة على تحقيق التوازن بين مسؤولياتها الأسرية ومسؤولياتها تجاه وطنها، ولقد أثبتت المرأة أنها تمتلك من الوعي الذي يؤهلها لتحقيق النجاح على الصعيدين الخاص والعام، لأنها امرأة تعرف معنى الوقت وقيمته وأهمية تنظيم مسؤولياتها وإعطاء كل مجال ما يستحقه من الجهد والوقت وإذا ما عملت المرأة بهذا الوعي فلن يكون لمسؤولياتها الأسرية أية انعكاسات سلبية وهذا بالطبع يعتمد على مدى التفاهم السائد بين الزوج والزوجة ومدى الإيمان بأهمية ما تقوم به المرأة تجاه وطنها انطلاقا من أن دورها في مجتمعها هو تنمية له ودعم لتطوره.

 تشهد إمارة عجمان حراكا ثقافيا وإعلاميا وتنمويا بارزا، خاصة بعد إعادة تفعيل دائرة الثقافة والإعلام، ما هي برأيكم ملامح المرحلة المقبلة لهذه الإمارة الحميمة؟
- شهدت وتشهد كافة إمارات الدولة حراكا اجتماعيا وعمرانيا وثقافيا وهذا الحراك طبيعي لدولة شعارها التنمية الشاملة والمستمرة، وإمارة عجمان واحدة من إمارات الدولة تسير في ركب هذا التطور وتشهد كافة قطاعاتها نموا سريعا.. ودائرة الثقافة والإعلام هنا تسعى من خلال ما تقدمه من برامج ثقافية مختلفة لمواكبة ذلك التطور، ولقد شهدنا برامج ثقافية رائدة رفدت فيها الساحة الثقافية وتكاملت مع غيرها من البرامج الثقافية على مستوى الدولة إيمانا منها بأهمية تنمية الوعي الثقافي انطلاقا من الإيمان بأنه لا يمكن أن يحدث تطور فكري إلا بتنمية هذا الجانب بالإضافة إلى أهمية طرح القضايا الثقافية التي تهم الساحتين المحلية والعربية مما يعزز الحفاظ على الهوية الثقافية للمجتمع.

 العديد من المؤسسات الراعية للمرأة والطفل وأيضا للمجتمع وجدت بالإمارات منذ أكثر من ربع قرن، ولكن يؤخذ عليها الكثير من الملاحظات وفي مقدمتها العمل الروتيني الذي يعيق في كثير من الأحيان، من وجهة نظركم، ما هو الأسلوب الأمثل لتطوير هذا العمل النسائي التطوعي كي يؤثر أكثر في المجتمع؟
- دائما ما ننظر إلى مؤسسات المجتمع المدني ومنها المؤسسات التي تعنى بالمرأة والطفل باعتبارها شريكاً للمؤسسات الرسمية وتسير في خط متوازن معها لتحقيق التنمية المنشودة، ولقد قامت كثير من جمعيات النفع العام بأدوار كثيرة من أجل النهوض بالمرأة والطفل.. ولكن وكما ذكرنا سابقا فإن المجتمعات تشهد تغيرات جوهرية كبيرة وهذا يتطلب إعادة النظرة في رؤى وأهدف تلك المؤسسات بالإضافة إلى البرامج التي تطرحها لتواكب هذا التغير ليكون لها دور مؤثر في الساحة لأنها إذا لم تتمكن من مسايرة الواقع المعاش فإنها ولا شك ستتأخر مسيرتها وستكون غير قادرة على تلبية حاجات المرأة والطفل مما يفقدها أدوارها المهمة التي تضطلع بها وإنني على يقين من قدرة تلك المؤسسات على مواكبة هذا التغير لأنها تحمل رسالة اجتماعية كبيرة اتجاه مجتمعها فحرصها كبير على مواكبة ما يحدث حولها.

 تعد جمعية أم المؤمنين بعجمان من المؤسسات التي أولت النشاط الثقافي هامشا كبيرا، إلى جانب المجالات الأخرى، مما حقق لها نجاحا وسمعة على المستوى العربي، ما هي استراتيجيتكم للحفاظ على الصلة الحسنة مع أفراد المجتمع وبالتالي الوصول إليهم؟
- حرصت جمعية أم المؤمنين منذ إنشائها على صياغة خططها بما يحقق النهوض بالمرأة والأسرة اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وقد نجحت في طرح مجموعة من البرامج النوعية التي أسهمت في دفع مسيرة المرأة وتحقيق طموحاتها كما نجحت في تحقيق مبدأ الشراكة بين المؤسسات لتنفيذ خططها وتواصلت مع كافة أفراد المجتمع لتقديم الخدمات التي تترجم رؤيتها ورسالتها.

 ترعون وترأسون مؤسسة حميد بن راشد للتطوير والتنمية البشرية، هذه المؤسسة التي أحدثت تحولا في إمارة عجمان خاصة وأنها ترعى الشباب وتؤمّن لهم فرص العمل، إضافة إلى رسالتها التنموية والتي تؤكد على رفعة الوطن ومنح أبنائه الفرص الملائمة، ما هي رؤيتكم لمستقبل هذه المؤسسة وهل ستكون هناك برامج جديدة؟
- كما أشرت سابقا إلى أن تقدم المجتمعات ورقي الأوطان يرتبطان ارتباطا وثيقا بما لديها من أفراد يتمتعون بمستوى عالٍ من الوعي ومؤسسات تعمل على تحقيق التنمية للمجتمع، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة إنشاء مؤسسة تنموية تعنى بالعنصر البشري وتترجم التوجهات لدينا، ولقد سعت المؤسسة نحو تنفيذ رؤيتها المتمثلة في خلق مجتمع متكامل متعاون متطور ومواطن ناهض مشارك فاعل ومتفاعل، وترجمة أهدافها التي تؤكد على خدمة وتطوير المجتمع والتوظيف الأمثل للموارد البشرية المتاحة فيه وتفعيل أدوار قطاعات المجتمع المختلفة وبخاصة النساء والشباب في عملية التنمية الاقتصاديه والاجتماعية المتوازنة وحماية الأسرة ورعايتها وبصفه خاصة في مجال رعاية الطفولة والأمومة في إطار التوجهات العالمية ووفقا لقيم المجتمع ومبادئه وحماية البيئة والثروات الطبيعية في البلاد وتطوير الخدمات الاجتماعية والاقتصادية المتكاملة لتحقيق التنمية البشرية المتوازنة وضمان التنسيق المستمر والفعال بين المؤسسات العاملة في مجالات التنمية البشرية بصورة تضمن رفع الكفاية التنظيمية والإدارية للمؤسسات المجتمعية، فجاءت برامجها منسجمة مع تلك الأهداف حيث أولت الإنسان جل اهتمامها فحرصت على تنمية مهاراته وقدراته، والارتقاء بمستوى أدائه من خلال مجموعة من البرامج التدريبية التي تلبي حاجاته وحاجات المؤسسة التي يعمل بها، كما أعطت المؤسسة اهتماماً بالبيئة باعتبارها مكونا مهماً من مكونات الحياة فصاغت المشاريع البيئية التي تحمي الإنسان وتحافظ على الطبيعة، كما أنها توجت للمرأة والأسرة باعتبارهما من المحاضن المهمة لتحقيق التنمية، كما أن للشباب أهمية لدى المؤسسة لأنهم عماد المستقبل وعدته فضاعفت البرامج التي تعبر عن فكرهم وتوجهاتهم ليكونوا قادة المستقبل وحماته، ونأمل أن تنجح  المؤسسة في تنفيذ خطتها الاستراتيجية التي وضعتها من أجل تحقيق التنمية المستدامة للفرد والمجتمع.

  تحتفل جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم بيوبيلها الفضي، وتعد من أهم الجوائز على المستويين الخليجي والعربي، إلى أي مدى برأيكم يؤثر التكريم ويطور من إبداعات وملكات المكرمين؟
- إن جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم من الجوائز الرائدة على مستوى دولة الإمارات فهي أول جائزة ثقافية علمية خرجت من جمعية ذات نفع عام وأسهمت في رفد الساحة الثقافية بما تطرحه من بحوث ثقافية واجتماعية وعلمية ومع مرور الوقت توسعت الجائزة سواء على مستوى المشاركين فيها أو الموضوعات المطروحة، بالإضافة إلى توسع الجائزة لتشمل المواطنين والمقيمين داخل دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، وها هي اليوم تكمل عامها الخامس والعشرين ليؤكد ذلك أهمية وجودها وأهمية ما تطرحه من موضوعات. ولا شك أن تكريم الفائزين بالجائزة في حفل يوم العلم الذي تنظمه الجمعية برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم إمارة عجمان لهو أكبر تقدير وتكريم للعلم والباحثين وفي الوقت ذاته هو تشجيع وتحفيز لهم على البحث والمشاركة

 جيل اليوم يعاني حالة من الانفصام الشخصي أي بين هويته الأم وبين تغريبه عن هذه الهوية بفعل المؤثرات العديدة مثل التقنية، الإعلامية، الاجتماعية وغيرها الكثير. برأيك كيف يجب أن تكون لغة الحوار المناسبة مع هذا الجيل؟
- بالتأكيد نحن نعيش في زمن التقدم العلمي والتكنولوجي فهذا يفرض علينا تغيرات كثيرة بعضها يوصف بأنه ايجابي والآخر سلبي، وهنا يكون للمؤسسات الإعلامية والاجتماعية دور كبير في رعاية النشء وتعزيز قيمه الثقافية والوطنية وتأكيد انتمائه الاجتماعي وهويته بأسلوب قادر على احتوائهم.

 أخيرا رفع هذا العام شعار “الانتماء والهوية” من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، كيف يمكن لك ولأي أم وامرأة إماراتية أن تؤكد هذا الدور ويكون لها دور في هذه الرسالة؟
- الانتماء والهوية قيم اجتماعية وطنية مهمة للإنسان فهي التي تحقق الولاء للوطن والشعور بكيان الإنسان وهي جميعها ممارسات تبدأ من الأسرة التي تزرع فيهم تلك القيم لأن تلك القيم، رسالة تتحملها الأسرة أولا ثم مؤسسات المجتمع ثانيا، فعلى الأسرة والمؤسسات أن تغرس تلك القيم في نفوس أبنائها حتى يصبحوا أبناء يشعرون بالمسؤولية تجاه أوطانهم ويتحملوا أدوارهم التنموية، وولاءهم لأوطانهم ليكونوا أبناء قادرين على الدفاع عن أوطانهم ومحافظين على هويتهم التي تميزهم عن غيرهم، وليكون لهم كيانهم المستقل.

تواصل معنا

خلال ساعات العمل الرسمية

الإثنين-الخميس: 8:00 صباحاً - 3 ظهراً
الجمعة: 7:30 صباحاً - 12:00 ظهراً

ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة

الحصول على الإتجاهات