أخبار المؤسسة

اليازية بنت سيف تشارك في مؤتمر المرأة لدول عدم الانحياز المنعقد في روما

روما فى 16 نوفمبر / وام / بتوجيهات من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الاعلى لمؤسسة التنمية الاسرية شاركت قرينة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الشيخة اليازية بنت سيف آل نهيان فى مؤتمر قمة المرأة لدول عدم الانحياز المنعقدة فى روما .
وأشادت فى كلمة وجهتها للمؤتمر بمواقف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله فى تقديم الدعم والعون للدول الفقيرة والنامية لمساعدتها فى التغلب على مشكلات الفقر ومواجهة قضايا الأمن الغذائي وخصوصا فى حالات الكوارث الطبيعية وغيرها من المشكلات التي تتعرض لها هذه الدول.
ويضم الوفد الذي تراسة الشيخة اليازية بنت سيف آل نهيان سعادة نورا السويدي مديرة الاتحاد النسائي العام وسعادة عبد العزيز بن ناصر الشامسي سفير الدولة لدى الجمهورية الإيطالية وعدد من المسؤولات في وزارة الخارجية ووزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي.
وأكدت الشيخة اليازية فى كلمتها الى مؤتمر قمة المرأة لدول عدم الانحياز المنعقدة فى روما انه كان لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان اكبر الأثر فى قيام دولة الإمارات ومؤسساتها الخيرية فى تقديم المساعدات للدول الفقيرة والدول النامية وتخفيف الأعباء عن المجتمعات التي تعاني من مشكلات قاهرة فى تامين الغذاء والعيش الكريم لأفرادها.
وقالت ان توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة فى مد يد العون والمساعدة للفقراء فى مختلف أنحاء العالم باتت تشكل منهجا واضحا للمؤسسات والهيئات الخيرية والاجتماعية فى الدولة.
وأعربت عن اعتزازها وفخرها بالدور الذي تقوم به دولة الإمارات ممثلة بقيادتها السياسية وشعبها المعطاء نظرا لما كانت له من تأثير كبير فى تخفيف المعاناة عن شرائح واسعة من الفقراء والمحتاجين والمساهمة فى تحقيق الأمن الغذائي على المستوى الإقليمي والعالمي .. ونوهت فى هذا الصدد بانعقاد مؤتمر الأمن الغذائي العالمي فى روما والمشاركة الفاعلة لدولة الإمارات فى اعماله.
وأعربت الشيخة اليازية بنت سيف آل نهيان فى كلمتها عن اعتزازها وفخرها لتمثيل سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيس الاتحاد النسائي العام الرئيسة الاعلى لمؤسسة التنمية الاسرية في أعمال هذه القمة وهي التي عرفت باهتمامها بمصالح المرأة والطفل وسعيها لتوفير مستويات أفضل من الرعاية الصحية لهم ولتحسين أوضاعهم بشكل عام. وفي هذا الإطار، فإن سموها تهتم بشكل خاص برفع معاناة الجوع والعطش عن جميع الشعوب أينما كانوا.
وأكدت الشيخة اليازية ان الأمن الغذائي يعتبر من أهم القضايا الملحة التي تواجهنا نحن البشر حاليا كونها تلازمنا على الدوام ولفتت الى ان الصراعات والكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل ورغم أن تأثيرها المباشر على السكان يمكن أن يكون مدمرا ووحشيا تكون مؤقتة بحكم طبيعتها.
وشددت على ان قضية الأمن الغذائي تمثل جوهر التحديات التي يواجهها كوكبنا وجميع من يعيش على سطحه وإنها ترتبط بشكل وثيق بمجمل القضايا الأخرى مثل التغير المناخي والحفاظ على البيئة الطبيعية البرية والبحرية والنمو السكاني والفقر والتعليم اضافة الى أنها ترتبط بتوزيع الموارد الاقتصادية بين نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي وطريقة إدارتها.
وقالت " إننا نواجه طلبا متناميا دوما على الغذاء بسبب ما يشهده العالم من نمو سكاني، وكذلك تتزايد التحديات التي نواجهها لتأمين كميات كافية من الطعام وبكلفة معقولة".
وأشارت الى انه في الوقت الذي توجه كلمتها الى المؤتمر يواجه العديد من الرجال والنساء والأطفال حتفهم بسبب الجوع..وقالت " ففي العامين الأخيرين ازداد عدد الجوعى في العالم بما يزيد عن 100 مليون شخص نتيجة ارتفاع أسعار الطعام بشكل رئيسي ويعاني نحو 15 بالمائة من سكان العالم أي حوالي مليار نسمة من الجوع وسوء التغذية وبحلول العام 2050 يتوقع أن ينمو عدد سكان العالم بنسبة 50 بالمائة تقريبا ليصل إلى 9.2 مليار نسمة إننا نسعى يوميا لضمان الأمن الغذائي لكل المحتاجين ولكن هذه المهمة تبدو بالفعل أحيانا مهمة مستحيلة لكنها ليست كذلك ولا يمكن أن تكون كذلك لا يمكن لنا أن نهرب من هذه المشكلة".
وأضافت الشيخة اليازية بنت سيف يتوجب علينا نحن البشر أن نحاول مساعدة الآخرين بغض النظر عن جنسهم أو عرقهم أو معتقداتهم الدينية. فجوهر الأمر بكل بساطة يتعلق بإنسانيتنا.
ولفتت الى ان دولة الإمارات رغم كونها تقع في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية وليس في القسم الشمالي الصناعي الغني فقد انعم الله عليها بوافر من احتياطات النفط والغاز مما يعني أن الفقر وسوء التغذية ليست من المشاكل التي نواجهها بشكل مباشر في الوقت الحالي.
وقالت الشيخة اليازية بنت سيف آل نهيان لكن قبل عقود قليلة فقط أي قبل اكتشاف النفط كانت بلادي تعاني من الشح وقلة الطعام وفي ظل مناخنا القاسي وقلة الأمطار, فإن مجرد البقاء كان يمثل تحدياً بالنسبة لنا على مدى آلاف السنين. يتذكر جيل الكبار في مجتمعنا تماماً تأثير الجفاف وكل ما عانوا منه من حرمان وجوع وهلاك خلال مسيرة حياتهم. ومن هذا المنطلق, فإننا نسعى لمساعدة الشعوب التي تعاني اليوم مما عانينا منه نحن في الماضي.
وأضافت " يعلمنا ديننا الإسلامي الحنيف أنه من واجبنا مساعدة من هم أقل حظاً منا, وأنه يجب علينا استغلال بعض الموارد التي أنعم الله علينا بالكثير منها لمساعدة الدول والشعوب التي لا تستطيع بمفردها تحمل الأعباء المفروضة عليها ".
وقالت الشيخة اليازية عندما تأسس اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في العام 1971, قام مؤسس الدولة, المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان, بإنشاء ما يسمى الآن بصندوق أبوظبي للتنمية, وهو يهدف إلى توفير المساعدة المالية للدول النامية ودعمها بشكل خاص لإنشاء بنيتها التحتية وتمكينها من استغلال مواردها الطبيعية بشكل أفضل.. مؤكدة ان الصندوق وغيره من الهيئات الحكومية وغير الحكومية الأخرى في دولة الإمارات قدموا مليارات الدولارات لتمويل جملة منوعة من المشاريع كما أسست حكومتنا مؤخراً مكتب تنسيق المساعدات الخارجية لتولي مسؤولية تنسيق جهود مثل هذه الهيئات داخل الدولة للاستفادة من طاقاتها بشكل كامل لمساعدة المحتاجين.
ولفتت الى ان دولة الإمارات تقوم بدعم بعض المشاريع المتعلقة بإغاثة الأماكن المنكوبة ومساعدة الشعوب التي تعاني من الصراعات وتوفير الرعاية الصحية الأولية اضافة الى عدد كبير من المبادرات التي تتوجه بشكل خاص نحو معالجة القضايا المتعلقة بموضوع الأمن الغذائي مثل حفر الآبار لتأمين مياه الشرب, وإنشاء السدود لتوفير المياه لمشاريع الري الضخمة, حيث تحظى مثل هذه المشاريع وغيرها باهتمام كبير لأنها تدعم الخطط الزراعية الكبيرة. وقد تلقت حتى الآن ما يزيد عن 50 دولة حول العالم هذا النوع من الدعم, مما أثار الأمل بحياة أفضل لدى سكانها في المدن والريف.
وجددت الشيخة اليازية بنت سيف التزام حكومة دولة الإمارات بمواصلة وتوسيع هذه المساعدات وسعيها بشكل خاص إلى مواصلة وتوسيع تعاونها ليس فقط على المستوى الثنائي مع الدول لكن أيضاً مع الهيئات الدولية مثل منظمة الأغذية والزراعة وغيرها من الوكالات التابعة لهيئة الأمم المتحدة.. وقالت " نعتقد بأن مثل هذا التعاون الدولي ضروري للغاية لتوفير فرصة حقيقية للتصدي للمشكلات التي نواجهها".
وأكدت ان إن قضية الأمن الغذائي لا يمكن معالجتها على مستوى الفردي للدول مهما كان وقالت انه من المهم ضمان تمكين الشعوب الجائعة في أفريقيا وآسيا وغيرها من الأماكن الأخرى من إطعام نفسها بنفسها فهي قضية عالمية ونحن في دولة الإمارات العربية المتحدة لا نستطيع أن نأمل في أن ننتج كل الطعام الذي يحتاجه شعبنا فهذا غير ممكن نظراً لطبيعة مناخنا وبيئتنا لكننا ولحسن الحظ نستطيع أن نستورد ما نحتاجه لكن ذلك يتطلب أن يكون الطعام متوفراً أولاً فالدول التي يزدهر فيها قطاع الزراعة لا يجب أن تنتج الطعام الذي يكفي شعبها وحسب بل لا بد أن يكون لديها فائض حتى نتمكن نحن وغيرنا من شراء ما يلزمنا أيضاً.
وأكدت مجددا إن هذه المشكلة ذات طابع عالمي وهي تلقي بظلالها على قارات وحكومات وشركات ومنظمات غير حكومية وسكان المدن وصغار المزارعين بدون أي تمييز بين الطبقات والأعراق والثقافات والدول.
وأعربت الشيخة اليازية بنت سيف عن أملها بان تتمكن الدول من خلال هذه المناقشات ومن خلال القمة العالمية للأمن الغذائي من اتخاذ بعض القرارات الحاسمة التي تساعدنا على التصدي لهذه المشكلة مع التزام دولة الإمارات العربية المتحدة التزاماً كاملاً بالقيام بدورنا على هذا الصعيد.

تواصل معنا

خلال ساعات العمل الرسمية

الإثنين-الخميس: 8:00 صباحاً - 3 ظهراً
الجمعة: 7:30 صباحاً - 12:00 ظهراً

ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة

الحصول على الإتجاهات