فاطمة بنت مبارك تقدم 60 مليون جنيه استرليني منحة لإنشاء أول مركز في العالم لأبحاث الأمراض النادرة للأطفال بلندن
أبوظبي في 16 يوليو 2014 / وام /
قدمت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في مبادرة انسانية عالمية منحة سخية قدرها 60 مليون جنيه إسترليني لمستشفى " جريت أورموند ستريت " بلندن الذي يعد إحدى مستشفيات الأطفال الرائدة في العالم وذلك لبناء أول مركز في العالم لأبحاث الأمراض النادرة لدى الأطفال.
وتأتي هذه المكرمة تعبيرا من سموها عن تقديرها وامتنانها للدور الذي يلعبه مستشفى "جريت أورموند ستريت" في الاهتمام والرعاية والمتابعة الطبية التي منحتها للأطفال المرضى من جميع أنحاء العالم بما في ذلك أكثر من 750 طفلا من دولة الإمارات ممن تلقوا العلاج في المستشفى على مدى السنوات الأربع الماضية حيث يستقبل المستشفى أكثر من 220 ألف طفل كل سنة من أكثر من 95 دولة حول العالم. وأعربت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك عن فخرها لدعم الجهود المخلصة التي تضطلع بها هذه المستشفى والاعمال العلمية المهمة التي اخذت المستشفى على عاتقها تنفيذها ومنها بناء هذا المركز العالمي.
وقالت سموها إن العطاء الانساني هو سمة اصيلة من سمات قيادتنا الرشيدة ومواطنينا الذين يحرصون دوما على مثل هذه الاعمال من اجل إسعاد الفقراء والمحتاجين ورفع المعاناة عن المرضي والمعوزين خاصة تخفيف المعاناة عن الام الاطفال الذين يعانون من شتي انواع الامراض. وأكدت سموها حرصها على الشراكة مع المجتمع الدولي في كل مأمن شأنه خدمة البشرية وخاصة تحسين صحة الاجيال المقبلة من الاطفال الذين يمثلون عماد المستقبل للمجتمعات لتحقيق التقدم والازدهار.. داعية في هذا الصدد إلى أهمية بناء شراكات عالمية تكون قادرة على توفير العناية بالأطفال ورعايتهم بما يعود بالفائدة على حياتهم ومستقبلهم. وتمثل المنحة أيضا اعترافا بإمكانات المستشفى ودعم قدرتها على قيادة الأبحاث والابتكارات الطبية واكتشاف المزيد من العلاجات الفعالة للأطفال المصابين بأمراض نادرة من مختلف أنحاء العالم. ويعد هذا المركز ثمرة شراكة بين مستشفى "جريت أورموند ستريت" و"كلية لندن الجامعية" و"مؤسسة مستشفى جريت أورموند ستريت للأطفال الخيرية".
ومن المقرر أن يستقطب المركز مئات من الأطباء والباحثين لاستقبال المرضى واستخدام كافة مرافق المختبرات المتطورة تحت سقف واحد. ومن المتوقع أن يضم المركز كادرا طبيا وأكاديميا يتكون من 400 شخص تقريبا وأكثر من 150 باحثا في مختلف الاختصاصات المخبرية في حين سيعمل في العيادة الخارجية كادر طبي مكون من 48 موظفا وستستقبل العيادة 140 مريضا مع مرافقيهم من أفراد الأسرة. وتمثل الأمراض النادرة عبئا كبيرا على صحة الأفراد حول العالم وتصيب واحدا من كل سبعة عشر شخصا في مرحلة ما من حياتهم. ويشيع انتشار هذه الأمراض بشكل خاص بين الأطفال حيث يفارق الحياة نحو ثلث الأطفال المصابين بتلك الأمراض قبل بلوغهم الخامسة من العمر.
جدير بالذكر أن المستشفى ومعهد صحة الطفل التابع لكلية لندن الجامعية مؤهلان كليا لترجمة الأبحاث المتميزة إلى علاجات ناجحة ونتائج فاعلة في المجال الطبي وذلك لتميزهم بوجود أكبر عدد من الباحثين المختصين بالأمراض النادرة لدى الأطفال واستقبالهم لأكبر عدد من الأطفال المصابين بتلك الأمراض أكثر من أي مستشفى أو مركز آخر في العالم.
من جانبها ذكرت البارونة بلاكستون رئيسة مستشفى "جريت أورموند ستريت" " أن هذه الهدية متميزة حقا ولا يسعنا التعبير عن مدى سعادتنا بها .. وفي الواقع هناك حالات عاجلة تستدعي منا توظيف كل خبراتنا وتسخير التطورات الجديدة في مجال العلوم والتكنولوجيا لتسريع اكتشاف العلاجات والأدوية الجديدة في هذا المجال .. ومما لا شك فيه أن هذا المركز سيكون مركزا للتميز في الأبحاث الانتقالية ومنارة أمل للأطفال المصابين بأمراض نادرة في جميع أنحاء العالم ".
من جهته قال البروفيسور مايكل آرثر رئيس كلية لندن الجامعية " لقد حقق مستشفى "جريت أورموند ستريت" ومعهد صحة الطفل التابع لكلية لندن الجامعية في السنوات الأخيرة تقدما مذهلا في علاج الأمراض النادرة ولا شك أن للشراكة القائمة بين العلوم الأكاديمية والطب السريري الفضل في تحقيق هذا التقدم .. ومن شأن هذا المركز المزود بأحدث وسائل التكنولوجيا إحداث تغيير تدريجي في مجال الأبحاث وسيحفز خبراءنا لتطوير طرق جديدة ومتخصصة لتشخيص الأمراض وعلاج الأطفال من خلال مواصلة تطوير العلاج الجيني وصناعة الأجهزة الطبية المتطورة."
وقامت سعادة الدكتورة مها تيسير بركات ممثلة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بزيارة مستشفى "جريت أورموند ستريت" اليوم للإعلان عن هذه المنحة والتقت خلال الزيارة بعدد من المرضى الذين سستاح لهم الفرصة للاستفادة من البحوث التي ستجرى في المركز الجديد.
على صعيد متصل ذكرت الدكتورة مها بركات أن "مستشفى "جريت أورموند ستريت" قدم الرعاية الطبية اللازمة للأطفال على مدى أكثر من 160 سنة ومن المؤمل ان يكون هذا المركز العالمي الجديد امتدادا لهذا الالتزام .. وقالت " نحن مدينون لكادر مستشفى "جريت أورموند ستريت" الذين يتفانون كل سنة في مساعدة آلاف الأطفال الذين يعانون من أمراض قاتلة أو معيقة للحياة".
وسيتم بناء المركز العالمي الجديد على قطعة أرض في شارع جيلفورد بلندن وستعمل شركة المهندس المعماري الحائز على جوائز ستانتون وليامز بشكل وثيق مع الكادر الأكاديمي والطبي لإنشاء مبنى ذات جودة عالية ومزود بمرافق متميزة للعلاج والبحث الطبي. تجدر الإشارة إلى أن المشروع الآن في مرحلته الأولى التي تتضمن عملية استشارة عامة ومن المؤمل افتتاح المركز في سنة 2018.
ومن المتوقع أن تبلغ التكلفة الإجمالية للمركز 90 مليون جنيه استرليني وقد تم استيفاء التكلفة الكلية للمشروع من خلال منحة سمو الشيخة فاطمة البالغة 60 مليون جنيه استرليني و20 مليون جنيه استرليني مقدمة من مؤسسة مستشفى "جريت أورموند ستريت " الخيرية للأطفال ومنحة قدرها 10 ملايين جنيه استرليني مقدمة من مجلس تمويل التعليم العالي في صندوق استثمار شراكة الأبحاث التابع للمملكة المتحدة.
ويعد مستشفى "جريت أورموند ستريت" المستشفى الرائد في أبحاث طب الأطفال في المملكة المتحدة وأحد المراكز الخمس الأولى دوليا للتميز في مجال الرعاية الصحية للأطفال ويضم المستشفى عددا كبيرا من الخبراء في مختلف التخصصات. كما يضم المستشفى 334 سريرا ويستقبل 220 الف مريض سنويا منهم 40 الف مريض راقد في المستشفى .. ويشكل المستشفى مع كلية لندن الجامعية " يو سي إل " " صأج " لصحة الطفل" أي سي إتش " " ةأب " أكبر مؤسسة للأبحاث الخاصة بالأطفال في أوروبا ويلعب دورا أساسيا في تدريب أطباء الأطفال وإعدادهم للمستقبل.
وتعتبر أبحاث مستشفى "جريت أورموند ستريت" الأفضل على مستوى المملكة المتحدة مقارنة بالأبحاث التي تجريها مستشفيات الأطفال الأخرى استنادا لنسب الإشادة العالية بجودة تلك الأبحاث كما تحتل الأبحاث التي تجريها المستشفى والمعهد معا المرتبة الثالثة ضمن الأبحاث المشتركة مقارنة بأبحاث المؤسسات الصحية الرائدة للأطفال وذلك استنادا لنسب الإشادة. ويبلغ عدد الدراسات البحثية للمستشفى 487 دراسة حاليا منها 87 تجربة سريرية في ثلاث مراحل أساسية ولدى المستشفى 44 ممرض أبحاث.
وتشمل الامراض التي يعالجها المستشفى الأمراض النادرة لدى الأطفال تشمل سرطان الأطفال والتليف الكيسي والحثل العضلي وهناك أكثر من 6 الآف حالة حول العالم. وتحدث معظم الأمراض النادرة بسبب خلل جيني ما يعني أن الأطفال يولدون مصابين بها ولن يتحسنوا من تلقاء أنفسهم وغالبا ما تكون أعراض تلك الأمراض شديدة جدا مما يجعل المرضى في حالة صحية سيئة جدا وقد تسبب لهم إعاقات تؤثر على نوعية حياتهم ومدتها.
وحققت مستشفى جريت أورموند ستريت نجاحا كبيرا في مجال أبحاث الأمراض النادرة وتمثل ذلك في تحديد 23 خللا جينيا جديدا في السنوات الثلاث الماضية وإجراء اثنين من الدراسات الأربع الأولى في العالم التي أظهرت إمكانية استخدام العلاج الجيني كعلاج فعال لنقص المناعة وتطوير أول علاج للأطفال الذين يعانون من الضمور العضلي الدوشيني وتنفيذ أول عملية لزراعة النخاع العظمي بنجاح في المملكة المتحدة اضافة الي إجراء أول عملية زرع لقصبة هوائية في العالم من خلايا جذعية.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات