الجامعة العربية..إنعقاد مؤتمرالمرأة في أبوظبي ينطلق من اهتمام الشيخة فاطمة بالأمن الإنساني
أبوظبي في 12 نوفمبر /وام/
أكدت الدكتورة سيما بحوث الأمينة العامة المساعدة لقطاع الشؤون الأجتماعية في جامعة الدول العربية اهمية انعقاد المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية تحت رعاية ورئاسة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة منظمة المرأة العربية رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية.
وقالت في حديث لوكالة انباء الامارات / وام / ان انعقاد هذا المؤتمر في ابوظبي يأتي انطلاقا من اهتمام سمو الشيخة فاطمة الأصيل بقضايا الأمن الإنساني والحقوق الإنسانية للمرأة العربية واستجابة لحتمية تفعيل دور الإعلام العربي في تغيير الصورة النمطية للمرأة وتمكينها.
واكدت ان سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك قدمت جهودا جليلة ترتكز على العطاء النبيل والإيمان العميق بأهمية تحقيق التكامل والرفاه الإنساني الحقيقي انطلاقا من قواعد وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف ووفقا لمتطلبات العصر وتطوره، واعترافا بالمثل والقدوة الحسنة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان أل نهيان رحمه الله وسعيه الدائم في الخير وتحقيق الأمن الإنسانى لشعبه وسيرا على نهجه.
وفيما يلي نص الحوار: س: كيف تقيمون اهتمام سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بقضية المرأة العربية والأعلام بدء من رعايتها لمنتدى المرأة والإعلام عام 2002 الى استضافتها للمؤتمر الثاني الذي ينعقد في أبوظبي تحت عنوان "المرأة في مفهوم وقضايا أمن الإنسان.. المنظور العربي والدولي"؟ ج: ينعقد المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية في أبوظبي تحت رعاية مباركة من الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة منظمة المرأة العربية، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية انطلاقا من اهتمامها الأصيل بقضايا الأمن الإنساني والحقوق الإنسانية للمرأة العربية واستجابة لحتمية تفعيل دور الإعلام العربي في تغيير الصورة النمطية للمرأة وتمكينها.
وقد عبر عن ذلك إعلان أبوظبي الذي دعى الى وضع إستراتيجية إعلامية للمرأة العربية تدعم قضاياها وتواجه التحديات التي تتعرض لها.
وتعد الإستراتجية التي تم إطلاقها في المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية امس تجسيدا لكافة أوجه الدعم والمساندة المتواصلة التي تحرص سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك على رعايتها وقيادتها في سبيل النهوض والارتقاء بأوضاع المرأة العربية وتعزيز حقوقها وتمكينها من المشاركة في التنمية.
س: كيف تنظرون إلى جهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في استضافة هذا المؤتمر في أبوظبي ودعمها لمسيرة المرأة الإماراتية والعربية بوجه عام؟ ج: قدمت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك جهودا جليلة ترتكز على العطاء النبيل والإيمان العميق بأهمية تحقيق التكامل والرفاه الإنساني الحقيقي انطلاقا من قواعد وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف ووفقا لمتطلبات العصر وتطوره، واعترافا بالمثل والقدوة الحسنة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان أل نهيان وسعيه الدائم في الخير وتحقيق الأمن الإنساني لشعبه وسيرا على نهجه رحمه الله.
ويظهر ذلك جليا في رعايتها للنساء والأطفال، الأيتام والمسنين، المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة، وقضايا التعليم والتدريب والتأهيل ...ويمثل دعم قضايا المرأة وتعزيز مكانتها وتمكينها من ممارسة أدوارها المتعددة في تنمية وازدهار المجتمع، نموذجا نال احترام وتقدير المجتمع العربي والدولي، حيث أسست الاتحاد النسائي العام في الإمارات عام 1975، ونجحت سموها في جعله منصة مثالية تستطيع من خلالها المرأة صقل قدراتها وإمكاناتها من أجل الإستفادة من كافة الفرص المتاحة في ممارسة دورها بشكل فعال في بناء المجتمع الإماراتي. كما تعمل سموها بشكل متواصل على قيادة الإتحاد النسائي ليأخذ دوره بشكل فعال على المستوى الإقليمي والعالمي.
وقد حظيت سمو الشيخة فاطمة بتكريم عربي ودولي حيث قامت الجامعة العربية بتكريم سموها بجائزة المرأة العربية المتميزة الأولى في عام 2004، وتقليدها الوشاح الأكبر والقلادة الذهبية، تنويها بالمساهمات الضخمة التي قامت بها لتحقيق الرفاهية للنساء في المنطقة، وتقديرا وعرفانا بدورها المتميز والرائد عربيا وعالميا، بما أسبغه من احترام لمكانة المرأة العربية على الصعيد الدولي.
إن اختيار منظمة الأمم المتحدة للطفولة /اليونيسيف/ لسموها كراعية الطفولة لعام 2001، وقيام المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بتقليدها شعار المفوضية الذهبي الذي يمنح للشخصيات البارزة عالميا في مجال إغاثة اللاجئين والتخفيف من معاناتهم، يعد تقديرا وعرفانا للدور الفعال والمستمر الذي تقوم به سموها في رعاية ومساندة الفئات المستضعفة على المستوى الوطني والدولي على حد سواء.
س: كيف يمكن قراءة مضمون وثيقة الإستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية فى دورتها الثالثة؟ ج: إن التطور النوعي الذي تحقق فى مجال وسائل الإعلام المختلفة وفي وسائل الاتصال والمعلومات ودخول عصر الفضاء الذي يتجاوز حدود الزمان والمكان، ترتب عليه إعادة النظر في "دور الإعلام" كوسيط حي وفعال في عملية الإصلاح الاجتماعي والتنمية الاجتماعية وتمكين المرأة العربية وفي حقيقة الأمر، فان الإستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية التي تم إطلاقها امس في ابوظبى التي جاءت ثمرة للجهود المبذولة من كافة الأطراف المشاركة في الإعداد، قامت بالتحليل العلمي المتخصص لواقع الإعلام العربي والإعلام الموجه للمرأة العربية بصفة خاصة ووقفت على مواطن الضعف والقوة ووضعت هذه الاستراتيجية التي تتلخص في ثلاث مشروعات مقترحة هي مشروع الوكالة الإعلامية للمرأة العربية ومشروع برنامج الاحتراف الإعلامي ومشروع المرصد الإعلامي والبحث.
وإنني إذ أؤكد فى هذا الصدد على أهمية الإسراع فى الإعلان عن آلية تنفيذية وتمويلية محددة وترجمة هذه المشروعات إلى خطة عمل تتضافر فيها كافة الجهود العربية الحكومية وغير الحكومية تحت الرعاية المتواصلة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك وسيكون القطاع الاجتماعي وإدارة المرأة بجامعة الدول العربية فاعل داعم ومتوازن لتحقيق أهداف هذه الاستراتيجية لخدمة قضايا المرأة العربية وبناء قدراتها لتحسين أمنها وتحسين صورتها السلبية والنمطية على الساحتين العربية والدولية.
س : كيف ترون أنشطة الاتحادات أو الجمعيات النسائية في العالم العربي ودورها في النهوض بتطوير المرأة والمجتمع؟ ج : شهد العقدان الأخيران من القرن العشرين، متغيرات عالمية، وإقليمية، واقتصادية، وسياسية، واجتماعية من بينها العولمة، والخصخصة، والثورة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات حيث انعكست تلك المتغيرات ليس فقط على القطاع الرسمي بل الأهلي العربي أيضا وبدأت في تشكيل وصياغة دور إنمائي جديد له باعتباره عنصرا أساسيا وعاملا فعالا لعملية التنمية متعددة الأبعاد.
وقد أولت المؤتمرات العالمية التي عقدت في التسعينيات وبداية القرن الحادي والعشرين اهتماما كبيرا بالمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني وقامت بإسناد دور بارز لها كشريك للحكومات في المسؤولية والحقوق وفي تنفيذ التوصيات الصادرة عن تلك المؤتمرات فقد أنشئت منظمات غير حكومية تعنى بقضايا المرأة على الصعيد المحلي والوطني والإقليمي وذلك بالتوازي مع إنشاء الحقائب الوزارية المعنية بشؤون المرأة أو مجالس ولجان متخصصة بقضايا المرأة في غالبية الدول العربية.
وقد حرص معالي السيد عمرو موسى منذ توليه منصب أمين عام الجامعة العربية على القيام بتطوير الهيكل المؤسسي للأمانة العامة من خلال إنشاء إدارة متخصصة لمنظمات المجتمع المدني وأخرى للاتحادات العربية النوعية، واستحداث ملفات جديدة من بينها ملف بناء ومد جسور التعاون والتحاور مع المجتمع المدني ومؤسساته وقد أقر المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالجامعة العربية منح منظمات المجتمع المدني العربية - ذات العلاقة بنشاط الجامعة - صفة عضو مراقب في اجتماعاته، وذلك بناء على معايير وضوابط تم وضعها، وقد أثمر هذا القرار عن زيادة التنسيق بين أنشطة عدة منظمات غير حكومية من جهة ومختلف إدارات الأمانة العامة من جهة أخرى، وتجسد ذلك بشكل واضح في رعاية الجامعة العربية للعديد من الفعاليات التي تقوم بها تلك المنظمات الجادة والناشطة في مجال المرأة والطفل والأسرة والبيئة والإعاقة... مما أعطى دفعة قوية لتواجد تلك المنظمات على الساحة العربية.
جدير بالذكر أن الاتحادات والجمعيات النسائية العربية تستمر وبشكل لافت في تطوير دورها والانتقال من الدور الخيري والرعائي إلى الدور التنموي الذي يمكن أن تقوم به في كافة المجالات الاقتصادية، والسياسية، والثقافية والاجتماعية, وتسعى هذه المنظمات إلى تمكين المرأة في مختلف مجالات التنمية وخاصة التعليم ومحو الأمية، والتدريب والتأهيل، والمشاركة السياسية والمشاركة في سوق العمل وذلك بالإضافة إلى دورها في تنمية قدرات الأسر المنتجة.
ومن أجل المزيد من الإنجاز والتطور فإن جامعة الدول العربية تدعم منظمات المجتمع المدني في المنطقة العربية لتحديث وتطوير برامجها باستمرار بما يتماشى واحتياجات المجتمع ومتطلبات الإصلاح والتقدم إضافة إلى إعادة بلورة مفهوم الشراكة مع الدول وإعادة النظر في مصادر وحجم وطرق التمويل بما يمكنها من المساهمة في العمل التنموي والإصلاحي للمجتمعات بشكل أكبر وأكثر فعالية.
س : دعت غالبية المؤتمرات النسائية العربية السابقة الى ضرورة تبني توجه عربي واضح ومحدد بأطر زمنية واضحة من أجل تقديم صورة متوازنة وإنسانية للمرأة في المجتمع وتمكينها من المشاركة في العمل الإعلامي، هل تحقق مثل هذا الهدف على أرض الواقع؟ ج: لعقود طويلة كان العمل السياسي هو القضية المركزية والشغل الشاغل للرأي العام العربي وما برحت مسألة التنمية المستدامة وأهمية دور المرأة فيها تطرح في معظم المؤتمرات العربية والدولية، وقد تبلورت قناعة راسخة بضرورة تفعيل دور المرأة ومشاركتها في كافة مجالات التنمية .. والعمل على تصحيح الصورة النمطية السائدة عنها.
وفي ضوء واقع أن أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة هي من أهم العوامل المؤثرة في تشكيل الوعي والثقافة المجتمعية والأداة الأكثر فاعلية في تطوير البنية الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية، فقد اتخذت الدول العربية تدابير ناجحة على صعيد السياسات العامة والتغييرات نحو إعداد الإستراتيجيات والبرامج وعقد الاتفاقيات الإعلامية، كما قامت بوضع خطط تدريب للعاملين في الحقل الإعلامي وإعادة تنظيم وزارات الإعلام و إنشاء مجالس إعلامية متخصصة وإشراك المجتمع المدني وما يزال الطريق أمامنا طويلا ولكننا ننجز بشكل متسارع .
أما بشأن صورة المرأة في الإعلام وتمكينها من المشاركة في هذا المجال فإن وسائل الإعلام بأشكالها المختلفة بدأت تتطرق إلى قضايا المرأة والنهوض بأوضاعها خاصة في القضايا والملفات ذات الجدل في المجتمعات العربية وهي على سبيل المثال: قضايا العنف والتمييز ضد المرأة, وتعديل قوانين الأحوال الشخصية ذات الأثر السلبي على الأسرة، ومنح الجنسية ..إلا أن هذه الملفات بحاجة الى المزيد من التناول.
وأشير هنا الى أنه بالرغم من زيادة نسبة النساء العاملات في الحقل الإعلامي إلا أن مشاركتها تعتبر قليلة في مواقع صنع القرار والتخطيط الإعلامي مما يدعو إلى أهمية التركيز على زيادة تلك المشاركة، وقد تناولت الإستراتيجية التي أطلقت في هذا المؤتمر هذه الجوانب بشكل مستفيض كما تناولت مواضيع تدريب وتأهيل المرأة الإعلامية وإيجاد إعلام متخصص بشأنها.
س : لا تزال المرأة العربية تعيش واقعا صعبا في العديد من الدول بسبب الفقر والأمية، كيف يمكن رفع كفاءة الإعلام العربي في معالجة قضايا المرأة ودعم الرسالة الإعلامية الموجهة للمجتمع عن المرأة العربية بكل فئاتها والقيام بالتنسيق فيما بين الجهات الإعلامية؟ ج: إن ظاهرة الفقر تشكل إحدى أخطر التحديات التي تواجهها الدول العربية بل وستظل المعضلة الكبرى خلال العقد القادم خاصة في خضم الأزمة المالية التي يمر بها العالم ..إن تحقيق الأمن الاقتصادي والاجتماعي لمجتماعتنا العربية بشكل عام والمرأة بشكل خاص تعد أهم التحديات التي تواجهنا.
وترتبط قدرة المجتمعات العربية على إنجاز المهام التنموية التي تطمح إليها بعوامل عديدة أولها هو إدراك الحاضر وتحدياته والتحسب للمستقبل ومتطلباته من خلال استخلاص الدروس والعبر من التجارب السابقة والقناعة بأن رأس المال البشري هو الركيزة الأساسية في إنجاز المهام التنموية من خلال السياسات والبرامج والخطط التي ترتكز على التعليم وتطويره كحجر أساس في حشد قدرات وطاقات المجتمعات.
وقد انعكس الاهتمام العربي بضرورة إصلاح التعليم في القمم العربية المتلاحقة في تونس، والجزائر، والخرطوم والرياض وأخيرا في قمة سوريا المنعقدة في 2008 ، حيث تم اعتماد خطة تطوير التعليم في الوطن العربي ووضع آليات متابعة تنفيذها والتمويل المطلوب لها كما تم إعلان الأعوام 2008 الى 2018 عقدا عربيا للتعليم في الوطن العربي.
وقد أعلنت تقارير الرصد الدولي للتربية في بداية عام 2008 أن هناك 774 مليونا من الراشدين أميين من بينهم 100 مليون في المنطقة العربية تمثل النساء منهم نسبة 64 بالمائة وذلك بالرغم من الجهود التي تبذلها الدول العربية نحو تطوير مستوى التعليم وارتفاع نسبة التحاق الإناث بالتعليم الأساسي ومكافحة التسرب.
ولعل الإستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية التي أطلقت في المؤتمر اليوم ستساهم في رفع الوعي بأهمية القضاء على الأمية النسائية وإيجاد إعلام متخصص يتناول هذا الموضوع وغيره بشكل علمي مبني على التخصص والبيانات الدقيقة بحيث تكون صورة المرأة في الإعلام العربي والخارجي صادقة دون تشويه أو مغالطة.
ويعتبر التدريب والتأهيل الإعلايى والمتخصص في مجالات المرأة المختلفة هو الكفيل بإعداد الإعلاميين والإعلاميات القادرين على إحداث نقلة نوعية في الإعلام العربي لصالح المرأة العربية ودورها وصورتها الإيجابية المنتجة والفاعلة.
المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية يناقش طرحا جديدا لمفهوم الأمن
أبوظبي في 12 نوفمبر/ وام /
بدأ المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية فعالياته اليوم بجلسة عمل صباحية بعنوان / طرح جديد لمفهوم الأمن .. هل تم أخذ المرأة في الاعتبار/ .. برئاسة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الامينة العامة للمجلس الوطني لشؤون الاسرة بالمملكة الاردنية الهاشمية وعضوة المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية.
وقدم الدكتور بهجت قرني رئيس الفريق العلمي للمؤتمر استاذ العلاقات الدولية بالجامعة الامريكية في القاهرة وجامعة مونتريال بكندا ومدير منتدى الجامعة الامريكية بالقاهرة ورقة عمل خلال الجلسة حول /مفهوم الامن الانساني في المنطقة العربية/.
وعرف الدكتور بهجت مفهوم الامن بانه عبارة عن مجموعة من التحديات التي تواجه المجتمع سواء كانت عسكرية أو غيرها، معتبرا أنه رغم هذا التعريف البسيط لمفهوم الأمن إلا أن هناك إستقطابا بين مدرستين مختلفتين الأولى التقليدية التي تتركز على عسكرة الأمن وتقوم على حماية الدولة، والثانية مدرسة الأمن الإنساني التي تتركز على رؤية مختلفة للنظام الدولي والعالمي.
وأوضح أن المدرسة التقليدية تنظر الى العلاقات الدولية على أساس علاقات بين دول في حين أن مدرسة الامن الإنساني تنظر لهذه العلاقات بشكل أوسع وعلى أساس شراكات وليس على أساس علاقات بين دول وبالتالي فهي تركز على التهديدات غير العسكرية الامر الذي أكسب مفهوم الأمان الإنساني سبعة عناصر أهمها الأمن الإقتصادي والثقافي والسياسي والإجتماعي حيث يعد الفقر التهديد الأهم للأمن الإقتصادي والجوع للأمن الغذائي والأمراض والأوبئة للأمن الصحي والتلوث والتصحر للأمن البيئي.
وابدى الدكتور قرني حماسة للامن الانساني مؤكدا انه يجب الا نكون في المنطقة العربية متلقين لقواعد هذا الامن بل يجب ان نكون في مواقع التدقيق والتمحيص وهو الامر المطلوب عربيا.
واعتبر ان هناك اربعة نواقص اساسية في مفهوم الامن الانساني الاول تجري مواجهته حاليا بينما النواقص الثلاثة الاخرى يجب التفكير فيها ومواجهتها بحزم وجدية مشيرا الى ان اول هذه النواقص يتعلق بالتطبيق كون مفهوم الامن الانساني واسع ويصعب تطبيقه وبالتالي لن تستطيع المنظمات الخاصة بالمرأة الاستفادة منه.
واشار الى مسح قام به حول مفهوم الامان الانساني ووجد انه يرتبط بـ 126 مؤشرا وهذا عدد كبير في حين تم تسجيل انجاز كبير في هذا المجال وخفضه الى 38 مؤشرا.
واوضح ان الانجاز الاكبر المتحقق في هذا المجال هو دمج مفهوم الامن الانساني في فئتين الاولى الدفاع عن الحاجة من الفقر والثانية الدفاع عن الحاجة والامن ضد الخوف.
واعتبر أن النواقص الثلاثة الاخرى في مفهوم الامن الانساني تتعلق بثلاث نقاط اساسية الاولى ان مفهوم الامن الانساني تم تطبيقه بحماسة بدلا من الامان العسكري وبالتالي تم اقصاء المفهوم التقليدي للامن لان هذا يشكل افراطا لاننا نحتاج الى الامن العسكري وامن الدولة في حياتنا في حين ان النقطة الثانية تتعلق بان مفهوم الامن الانساني يركز على التهديدات غير العسكرية الامر الذي ادى الى اساءة استخدام الامن في المجتمع وبالتالي يجب ان نكون حذرين وان نفرض رقابة على عدم الاساءة في استخدام هذا الامن بينما تتعلق النقطة الثالثة بانه رغم توسيع مفهوم الامن الانساني الا انه لا يتكلم عن المرأة وهذه فرصة للمؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية المنعقد حاليا في ابوظبي لربط مفهوم الامن الانساني بالناحية الاجتماعية لتعويض التاخر في عدم مشاركتنا في النقاش العالمي حول هذا الموضوع.
وأشار الى البحث الذي قام به حول حالة المرأة العربية والذي خلص الى ثلاثة امور مشتركة الاول الدرجة الكبيرة للظلم الواقع على المرأة العربية والموثق في المجالات القانونية والثقافية وغيرها والثاني اهمية التأييد الحكومي للمرأة والثالث اولوية الصحة والتعليم بالنسبة لامن المرأة حيث انه رغم اهميتهما لها الا انهما غير كافيين وبالتالي يجب اعطاء الاولوية للعمل السياسي ومشاركة المرأة في اجهزة صنع القرار.
وفي ختام الورقة قدم الدكتور قرني عدة اقتراحات تنفيذية لتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة تتضمن مواجهة الثقافة الذكورية وبعض انماط التفكير السلبية تجاه المراة وتهميش تاثير التفسير المحافظ المتذرع بالدين وتقليل الحواجز بين عالم المرأة في الداخل والخارج وتقوية التوجهات الرئيسية الداعمة لها واصلاح الهيكل القانوني المتعلق بالمرأة.
وكانت الدكتورة هيفاء ابو غزالة قد اشارت في افتتاح الجلسة الى ان المؤتمر يهدف الى توفير ساحة للقاء والحوار فيما بين المهتمين بموقع المرأة في مفهوم وقضايا أمن الإنسان من الجانبين العربي والدولي وذلك وصولاً إلى مجموعة من الغايات اولها ان أن يكون للجانب العربي إسهامه في تشكيل هذا المفهوم الوليد خاصة في الجوانب المتعلقة بالمرأة، من خلال اطلاع الجانب الدولي على رؤاه وآماله ومخاوفه فيما يتعلق بالمفهوم وما يطرحه متعلقا بالمرأة..والإفادة القصوى من الفرص التي تتيحها رغم سلبياتها وتلاقي الجانبين العربي والدولي في حوار ديناميكي يستهدف ترجمة اهتمامهما المشترك بمفهوم أمن الإنسان بصفة عامة وأمن المرأة بصفة خاصة إلى سياسات وبرامج عمل تحدد مسؤوليات الأطراف جميعها وتضع عليهم التزامات يمكن تطبيقها على أرض الواقع.
وعقب انتهاء الورقة قدمت مجموعة من الخبراء العرب والاجانب اوراق عمل خصصت لمناقشة ورقة عمل الدكتور قرني.
واكد الدكتور ناصيف حتي رئيس بعثة جامعة الدول العربية في باريس ان دراسة الدكتور قرني تطرح العديد من التساؤلات حول مفاهيم اساسية في علم العلاقات الدولية بغية التعرف على المتغيرات لفهم حركة السياسة الدولية واعتبر ان مجمل المفاهيم التي تناولتها الدراسة تدل على التحول في مضامين هذه المفاهيم عبر الزمان والمكان.
وأشار الى وجود انواع مختلفة من الامن متكاملة ومترابطة ومتجددة فهناك الامن الشخصي او الفردي والامن الوطني والامن المجتمعي والامن الاقليمي والامن الدولي موضحا ان تحقيق الامن الانساني يتطلب التعاون بين مختلف الاطراف الفاعلة في النظام العالمي المتشكل.
وأضاف أن هناك جملة من المفاهيم والتحديات التي يجب التوقف عندها كونها تحديات مفصلية في حركة السياسة العالمية منها تحدي عودة الدولة وبالتالي تحديد حجم ومجالات هذه الدولة خاصة في الفترة الحالية التي تشكل نهاية /النيوليبرالية الاقتصادية/.
وأشار الى وجود تأخر في حالة الوعي بشأن المرأة طارحا تساؤلات حول قيود وضوابط تمنع التفكير او تحده في حالة اللاوعي عند البعض بسبب الموروث الثقافي وثقل التقاليد.
وأكد أن التنمية الانسانية الشاملة مفهوم لا يتجزأ وان الانسان رجل او امرأة هو رافع التنمية وان هناك فجوة بنيوية واضحة بين وضع التنمية الانسانية الشاملة في مجتمعاتنا النامية وبين الاهتمام والاستثمار في تمكين المرأة في كافة المجالات داعيا الى معالجة هذه الفجوة من خلال نشر ثقافة المساواة والمواطنة.
بدورها قالت زهور الحر رئيسة غرفة بالمجلس الاعلى للاحوال الشخصية والاستاذة بالمعهد العالي للقضاء المغربي ان قضية الامن والسلم العالمي ترتبط بتحقيق مجموعة من الحقوق الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لكل المواطنين داخل مجتمعاتهم وان النظرة التقليدية للسلم الانساني اصبحت غير كافية وبالتالي اصبح من الضروري وضع العديد من الاليات لبناء العلاقات على اساس من العدل الاجتماعي والمساواة والانصاف والمشاركة ومن هنا تاتي اهمية اشراك نصف المجتمع في كل ورش البناء والاصلاح.
وأشارت الى ضرورة وضع استراتيجية عربية للنهوض بالمرأة العربية وادماجها في مسلسل التنمية المستدمة واشراكها في صنع القرارات من اجل خلق الامن والسلم الاجتماعي المنشود.
واكدت ان تبني فكرة التمييز الايجابي لتدارك الفوارق بين الجنسين والتركيز على التمكين السياسي والوصول الى مواقع القرار مع تحديث المنظومة القانونية وتفعيل دور المجتمع المدني من شأنه ان يغير الكثير من انماط التفكير والسلوك تجاه المرأة في هذه المجتمعات.
من جانبه اشار الدكتور روبن لودفيغ رئيس وحدة البحوث والسياسات في الامم المتحدة الى وجود اهتمام شديد بمفهوم الامن الانساني كونه ينسجم مع ما يحدث مع العالم اليوم داعيا الحكومات الى تمكين شعوبها لمواجهات الكوارث وتعزيز العمل الوطني في مواجهة العمل الدولي خاصة في المجالات السياسية والاقتصادية.
وقال إننا نعمل على تحقيق المساواة في جميع المنظمات الدولية ونحاول زيادة مشاركة المرأة في العمل السياسي موضحا ان الامن الانساني قضية مهمة وان المرأة تحتاج الى تقلد بعض المسؤوليات خاصة في المواقع السياسيسة وذلك من اجل ترسيخ مفهوم الامن الانساني.
بدورها اشارت الدكتورة ان هلن كوبيلي من الامم المتحدة الى اهمية العمل المشترك لتطوير امكانيات وقدرات الشعوب رجالا ونساء لتحقيق التقدم.
واوضحت ان الامن الانساني يعتبر من المفاهيم التي تقدم المساواة في اعطاء الفرص في الحياة مشيرة الى اهمية الاستقرار الداخلي للدولة لتجنب الصراعات والابقاء على المساواة بين الجنسين على مختلف المستويات.
مؤتمر منظمة المرأة العربية يناقش وضع النساء في الشرق الأوسط في ظل العولمة
ابوظبي في 12 نوفمبر /وام/
بحث المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية في المحور الثالث من القضايا التي يبحثها دراسة تتصل "بالعولمة ووضع النساء في الشرق الأوسط".
وعقدت الجلسة الثالثة للمؤتمر اليوم برئاسة الدكتورة فاديا كيوان عضوة الهيئة الوطنية اللبنانية لشؤون المرأة عضوة المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية.
وقدمت الدكتورة فاطمة سعيد الشامسي الأمينة العامة لجامعة الامارات ورقة عمل في هذه الجلسة بعنوان "عولمة الاقتصاد: هل عززت الأمن الاقتصادي للمرأة.
وخضعت الورقة لمناقشة واسعة شاركت فيها الدكتورة ابتسام الهويدي أستاذة التأمين المساعدة في كلية التجارة والاقتصاد بجامعة صنعاء والدكتور رائد الصفدي كبير الاقتصاديين في ادارة التنمية الاقتصادية في دبي والدكتورة فرانسي لوند أستاذة مشاركة في جامعة كوازولوـ ناتال في جنوب أفريقيا والأستاذة الدكتورة ايما ميرفي استاذة الاقتصاد السياسي في كلية الادارة الحكومية والشؤون الدولية في جامعة دورهام في المملكة المتحدة.
وتناولت الدراسة تقديم تحليل وصفي لوضع المرأة العربية من حيث إلمامها بالقراءة والكتابة ومعدل التحاقها بالتعليم في مراحله المختلفة ومستوى مشاركتها في النشاط الاقتصادي مع مدى تحقق الأهداف التنموية للألفية وتأثير العولمة والانفتاح الاقتصادي على وضع النساء في المنطقة العربية.
وتؤكد الدراسة أن المرأة العربية حققت إنجازات ملحوظة فيما يتعلق بالتعليم والرعاية الصحية إلا أنها ما زالت تعاني من فجوة النوع الاجتماعي وتمثيل متدن في الأنشطة الاقتصادية.
ولفتت إلى أنه ورغم ان النمو والانفتاح الاقتصادي الذي تشهده المنطقة العربية زاد من حصة الفرد في الناتج المحلي الإجمالي إلا أنه لم يترجم إلى نتائج ايجابية على المرأة ولم يساهم في زيادة مشاركتها في الأنشطة الاقتصادية.
ودعت الدراسة إلى تضافر الجهود بما فيها جهود القطاع الخاص من أجل تحسين وتعزيز عملية المساواة بين الجنسين خصوصا من خلال توحيد سلم الأجور والمزايا وخلق بيئة عمل صديقة للمرأة تراعى فيها المرونة في ساعات الدوام الرسمي وتعطي المرأة الفرصة في الترقي والتدرج الوظيفي أسوة بالرجل وتوفر لها فرص التدريب المناسبة من أجل تطوير مهاراتها وخبراتها العملية والإدارية خصوصا في المجالات التي تتطلب استخدام التقنية المتطورة.
وأكدت الدراسة أن العولمة حسنت الطلب على ذوي المهارات العالية في الإدارة والتعامل مع الظروف العالمية المتغيرة وأغلبهم من الرجال لافتة الى أن العولمة لم تزد الطلب بل خفضت إلى حد ما أجور الوظائف التي تقع في المستوى الأدنى والتي عادة ما تشغلها النساء.
وشددت في هذا الصدد على أهمية التعامل مع مسألة تفاوت النوع الاجتماعي في العالم العربي لجهة الأخذ في الاعتبار العوامل المختلفة المتصلة بزيادة دور المرأة في مجال العمل بالإضافة إلى التغيرات في التكنولوجيا والعولمة المتزايدة.
وأكد المشاركون في الجلسة ضرورة تعزيز ثقة المرأة بنفسها وقدراتها بحيث لا تتهيب من نوع العمل الذي كان في السابق مقصورا على الرجال وأن تفرض مهاراتها وتعليمها على سوق العمل وأن لا تدع السوق تفرض عليها المراكز الثانوية والهامشية.
ودعا المشاركون في ختام الجلسة الى الاهتمام بتوفير الدعم الإعلامي للبرامج التعليمية والثقافية والاجتماعية الموجهة إلى الشابات من أجل ترويج ونشر وتعزيز قيم العمل المنتج والمشاركة الاقتصادية وأهمية ذلك في دعم عملية النمو والتقدم إلى الأمام.
الشيخة فاطمة تستقبل أسماء الاسد
أبوظبي في 11 نوفمبر / وام /
استقبلت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة منظمة المرأة العربية رئيسة الإتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية اليوم بمقر إقامتها بقصر الإمارات السيدة أسماء الأسد قرينة رئيس الجمهورية العربية السورية الشقيقة.
وتم خلال اللقاء استعراض الموضوعات المدرجة على جدول أعمال المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية الذي انطلقت أعماله صباح اليوم في قصر الامارات وبحث سبل تعزيز العلاقات والتعاون بين البلدين في المجالات المتعلقة بالمرأة والاسرة والطفل ووسائل تطويرها.
عمرو موسى يؤكد أن تطور وضع المرأة العربية أمر ضروري للمجتمعات العربية
أبوظبي في 11 نوفمبر / وام /
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية معالي عمرو موسي ان أمن الإنسان العربي بصفة عامة والمرأة العربية بصفة خاصة يستلزم تعزيز الأمن الاقتصادي والاجتماعي المتمثل في الحد من الفقر وتامين الغذاء ورفع مستويات المعيشة وإتاحة فرص عمل لضمان حياة كريمة وبناء القدرات للشعوب العربية إلى جانب وضع سياسات تنموية على أسس من العدالة والمساواة وتكوين شبكات الأمان الاجتماعي التي تستهدف الفقراء وتسعى لتأمين احتياجاتهم الأساسية.
وأكد موسى في كلمته التي وجهها الى المشاركين في أعمال المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية ان مسيرة المرأة العربية التي أثقلها الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي حققت بعض الانجازات إلا انه مازال أمامها الكثير لتحقيقه .. مشيرا إلى أن تطور وضع المرأة العربية ليس أمرا قاصرا على اهتمامات المرأة بل هو أمر ضروري للمجتمعات العربية وتحقيق الأمن الإنساني لها يتطلب مواجهة جريئة وصادقة لتحديات هذا الواقع والكثير من العمل في مجالات التطوير والتحديث والإصلاح.
وفيما يلي نص الكلمة .. السيدات والسادة.. لم يتفق المجتمع الدولي بعد على تعريف الأمن الإنساني تعريفا متوافقا عليه فهو احد المفاهيم الجديدة التي طرحت في العقد الاخير من القرن العشرين ويهدف الى مراجعة مفردات الخطاب الأمني والإنساني بابعاده الفكرية المختلفة نتيجة لما نشهده من احداث وتطورات دولية..وفي ظل تسارع الاحداث وتفاقم الازمة المالية العالمية.. يبقى تحرير الإنسان من الفقر والعوز وضمان مشاركته الواسعة والفاعلة في التنمية وجهود التطور والاصلاح بكافة ابعادها شرطا رئيسيا لتوفير الأمن الإنساني.
ان المطروح اليوم على اجندة الجامعة العربية حول مفهوم الأمن هو ليس فقط مفهوم الأمن القومي الذي يرتبط بالجوانب السياسية والعسكرية ولا هو الأمن الذي يربط ارتباطا وثيقا بأمن الإنسان العربي والتنمية المستدامة والرخاء الاقتصادي والامان الاجتماعي.
لم تكن الجامعة العربية بعيدة عن الحوار الدولي القائم حول قضايا الأمن الإنساني فقد نظمت الجامعة العربية منتدى الأمن الإنساني في ديسمبر 2002 بهدف فتح الحوار حول مسالة ادماج البعد الإنساني في المفهوم العام للأمن وضوابط ومعايير ذلك..وحددت حينذاك ثلاث ظواهر ساعدت على ظهور التوجه نحو اعادة صياغة اطار جديد للأمن يضع الإنسان في بؤرة اهتمامه اولها هو التحول في طبيعة النزاعات المسلحة وتفاقم بعض النزاعات الداخلية والحروب الاهلية مما ادى الى التزايد الملحوظ في اعداد الضحايا من المدنيين خاصة النساء والاطفال وتهديده للنسيج الاجتماعي والبنية الاقتصادية في عدة دول في المنطقة...ثانيها هي ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وضراوة العولمة في ظل اليات السوق وتهميشها لقطاعات عريضة في الدول النامية وعدم مراعاتها للابعاد الاجتماعية ولا شك في ان مايدور في الاونة الاخيرة من تطورات دولية متلاحقه وازمة غير مسبوقه للاقتصاد العالمي ومؤسساته سيكون لها تداعياتها على الوضع في المنطقة العربية لذلك فان تنمية المصالح المشتركة بين الدول العربية اقتصاديا وتنمويا هو امر ملح وواجب اساسي علينا القيام به ومن هنا تنبع اهمية القمة الاقتصادية الاجتماعية والتنموية المقرر انعقادها في الكويت في يناير من عام 2009 والتي اثق انها سوف تشكل منعطفا جديدا لتخقيق المصالح العربية..اما الظاهرة الثالثة فهي تنامي دور المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص على الساحة العربية التي اثق انه سيكون لها دور بارز كشريك في الحقوق والمسئوليات وفي تنفيذ خطط التنمية بجوانبها الاقتصادية والاجتماعية.
ومازالت جهود العمل العربي المشترك تتواصل حيث انه من المقرر عقد مؤتمر رفيع المستوى / الأمن الإنساني في المنطقة العربية/ بالتعاون بين الجامعة العربية واليونسكو والامم المتحدة وذلك في منتصف ديسمبر 2008 بمقر الامانة العامة للجامعة ليركز على قضايا الأمن الإنساني في المنطقة العربية وليبحث دور الحكومات ومنظمات المجتمع المدني في مواجهة التحديات العالمية الناشئة من منظور الأمن الإنساني وفقا لاولوياتها وخططها الوطنية.
السيدات والسادة..
وحيث ان التنمية المجتمعية ترتكز على الإنسان كمحرك وصانع لها ومستفيد منها وهو الذي سوف يجني ثمارها فان خيار الاستثمار في راس المال البشري هو السبيل الوحيد لتحقيق هذا الهدف ومن هنا تاتي اولوية بناء القدرات واكتساب المهارات من اجل توظيفها الفعال في مسارات التنمية المختلفة وياتي التعليم محورا اساسيا ووثيقا في بناء وتنمية قدرات القوة البشرية العربية لمواجهة تحديات التنمية ولبناء مجتمع واقتصاد المعرفة وتعتبر قضية الاصلاح والارتقاء بالتعليم البوابة الرئيسية لتحقيق التنمية المستدامة والأمن الإنساني.
ولقد انعكس الاهتمام العربي بضرورة اصلاح التعليم على اجندة القمم العربية المتلاحقة في تونس والجزائر والخرطوم والرياض واخيرا في قمة سوريا التي اعتمدت خطة تطوير التعليم في الوطن العربي وتم وضع اليات لمتابعة تنفيذها وتمويلها كما تم اعلان الاعوام 2008-2019 عقدا عربيا للتعليم في الوطن العربي .
ولقد اعلنت تقارير الرصد الدولي للتربية مؤخرا ان هناك 774 مليون أمي من الراشدين من بينهم 100 مليون اميا في المنطقة العربية وحيث ان نسبة الأمية العربية عند النساء هي 64 بالمئة فان الامر يتطلب إعطاء الأولوية وبذل المزيد من الجهود لتطوير مستوى التعليم ورفع نسبة التحاق الإناث بالتعليم الأساسي ومكافحة تسرب الفتيات من المؤسسات التعليمية لذا تعكف الامانة العامة على إعداد إستراتيجية وخطة عمل للقضاء على أمية المرأة في المنطقة العربية بالتعاون مع المنظمات العربية المتخصصة وفي طليعتها منظمة المرأة العربية.
وفي استجابة للتحديات التي شهدها العالم في الآونة الأخيرة وكانت بمثابة نقطة تحول لطريق شائك تسوده مفاهيم خاطئة لهويتنا العربية فاننا نشهد اليوم إطلاق الشبكة العربية لبلاد المهجر والإستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية وذلك للعمل على مد جسور الثقافة العربية والتواصل وخدمة القضايا العربية والمرأة العربية وتحسين صورتها في الداخل العربي وفي الخارج وكلنا امل ان توفر هذه الشبكة العربية ساحة للحوار والتبادل والتواصل بين السيدات العربيات في المهجر مع بعضهن البعض من جهة وبينهن والوطن الأم من جهة أخرى ولابد لي من التاكيد على أهمية الإستراتيجية الإعلامية للمرأة حيث تشكل ركيزة لتحقيق ولتعزيز حقوق المرأة ومشاركتها في التنمية ولإبراز دور المرأة العربية التاريخي والحضاري والنضالي بهدف تغيير الصورة الذهنية الحالية عن المرأة العربية ويسرني في هذا المقام ان اتقدم بتحية إكبار وإعزاز إلى المرأة العربية في فلسطين والعراق والسودان والصومال على صمودها في مواجهة أصعب الظروف الأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
ان حلم العيش في مجتمعات يسودها الأمن والسلام والحرية والكرامة والعدالة والمساواة هو حلم ما زال يراود شعوب كثيرة في العالم واننا مدعوون جميعا حكومات ومنظمات واتحادات وجمعيات رجالا ونساء الى التعامل بوعي وادراك كاملين مع مع الواقع العربي بمتغيراته ومستجداته وتحدياته وبارادة قويه موحدة لدعم الأمن والسلام والاستقرار لشعوبنا.
وختاما اتوجه بالشكر والتقدير لما تم انجازه من عمل وجهد في سبيل النهوض بالمرأة العربية تحت رعاية كريمة من صاحبات الجلالة والسمو والفخامة وانه لمن دواعي سروري التقدم باسمي واسم الجامعة العربية بوافر الشكر والتقدير لصاحبة السمو الشيخة فاطمة بنت مبارك والى دولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعبا متمنيا دوام النجاح والتقدم لمسيرة المرأة العربية.
الشيخة فاطمة تعلن إطلاق الإستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية
أبوظبي في 11 نوفمبر/ وام /
أطلقت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة منظمة المرأة العربية رئيسة الإتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية اليوم الإستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية التي وضعتها منظمة المرأة العربية.
وقد قامت سموها برعاية مشروع وضع الإستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية بكافة تفاصيله بدءا من الفكرة وحتى الإطلاق مرورا بالإعداد والتنفيذ إنطلاقا من اهتمام سموها بقضية المرأة والإعلام بوجه عام.
وتسعى الإستراتيجية لدعم الرسالة الإعلامية الموجهة للمجتمع بكل فئاته عن المرأة وذلك وصولاً لرسالة تتسم بالموضوعية والكفاءة تروج لحق المرأة في العدل والكرامة والمساواة وحقها في الحصول على نصيب منصف من الفرص الاجتماعية .
وتهدف الإستراتيجية بشكل عام إلى بناء ثقافة إعلامية إيجابية عن المرأة العربية وأدوارها في المجتمع فيما تتركز الأهداف الفرعية في بناء المعرفة وتعزيز الوعي الثقافي والاجتماعي للمؤسسة الإعلامية بما يخدم تقديم رسالة إعلامية تدعم الصورة الإيجابية عن المرأة العربية ومكانتها ودورها في المجتمع وبناء وتعزيز القدرات الفكرية والمهنية للإعلاميين والإعلاميات بما يمكنهم من التفاعل الإيجابي مع قضايا المرأة وبناء وتعزيز الشركات بين المؤسسات الإعلامية بعضها البعض وبينها وبين المؤسسات المختلفة لدعم دور ومكانة المرأة في المجتمع.
وتتمثل رؤية الإستراتيجية في بناء دور إعلامي مبدع في تمكين المرأة العربية واستثمار طاقاتها في تحقيق التنمية المستدامة .
وشارك في صياغة وثيقة الإستراتيجية وبلورة مشروعاتها فريق عمل من الخبراء العرب في مجال الإعلام .. فيما تم الاسترشاد بآراء ومقترحات عدد من الإعلاميين العرب والأكاديميين والممارسين.
وتضع الإستراتيجية إطار عمل أوليا يطبق خلال فترة ست سنوات /2010- 2015 / في سبعة مجالات تنشط فيها الرسالة الإعلامية وتشمل السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة والتعليم والرياضة والصحة والبيئة .
وتعنى الإستراتيجية بدعم دور الإعلام في تقديم صورة إيجابية للمرأة العربية أمام العالم عبر التواصل الفعال مع وسائل الإعلام الأجنبية فيما تهتم بتطوير رسالة الإعلام نحو الدعم والتمكين للمرأة العربية بجميع فئاتها سواء العمرية أو المهنية أو الطبقية أو الثقافية..حيث تراعي أن يتم ذلك عبر تنويع المواد الإعلامية التي تناسب كل فئة وعبر تنويع البث خلال وسائل مختلفة لتيسير وصول الرسالة إلى كل الفئات .
وتنطلق الإستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية من كون الإعلام يمثل وسيطا أساسيا في العملية الهادفة لتحسين وضع النساء في المجتمع نظرا لدوره الأساسي كحامل للرسائل ومشكل للأفكار والصور الذهنية والذوق العام والاتجاهات والاهتمامات.
وانطلاقا من هذا قامت فكرة الإستراتيجية على البدء بإعادة النظر في الإعلام كحقل وكمؤسسة فيما يخص وعي الإعلاميين بقضايا المرأة ومن ثم مضمون الرسالة الإعلامية بشأنها وكذلك فيما يخص مستوى الحرفية المهنية للإعلاميين كخطوة أساسية نحو دفع الإعلام لأداء أكثر فعالية وكفاءة لوظيفته المبتغاة في إصلاح وضع المرأة في المجتمع .
وخلصت الإستراتيجية إلى ستة مخرجات متوقعة ..أولا " مخرجات إعلامية متطورة في المجالات السبعة تخدم قضايا المرأة وتعزز دورها في المجتمع " ..وثانيا " وسائل إعلام تفاعلية تدعم وصول المرأة للمعلومات وقدرتها على التعبير عن نفسه " ..وثالثا " شبكات شراكة وعلاقات تنسيق بين المؤسسات الإعلامية بعضها البعض وبينها وبين مختلف الجهات المعنية بموضوع الإستراتيجية لتعزيز رسالتها من أجل المرأة " ..ورابعا " قواعد بيانات متطورة وبحوث متخصصة حول واقع المرأة في وسائل الإعلام " ..وخامسا "تواجد أوسع للمرأة في المؤسسات الإعلامية العربية خاصة في مواقع صنع وإتخاذ القرار " ..وسادسا " أداء إعلامي متميز مهنيا وفكريا يخدم رسالة الإستراتيجية ".
وحددت الإستراتيجية عدة آثار مجتمعية منها وعي مجتمعي متنامي بالمرأة وحقوقها ودورها في عملية تنمية مجتمعاتها وإتجاهات رأي عام أكثر إيجابية فيما يتعلق بالمرأة كشريك فاعل في المجتمع وسلوكيات أكثر دعما للمرأة من حيث مكانتها وأدوارها في المجتمع .
وبدأت فكرة مشروع وضع الإستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية خلال استضافة أبوظبي منتدى المرأة والإعلام الذي عقد في إطار تفعيل توصيات القمة الأولى للمرأة العربية في شهر فبراير 2002 .
وتم في إطار الإعداد للإستراتيجية عقد ورشتي عمل استضافتهما ابوظبي تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة منظمة المرأة العربية رئيسة الإتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية ..حيث انعقدت ورشة العمل الأولى في شهر نوفمبر 2007 وشارك فيها إلى جانب فريق عمل الإستراتيجية الخبراء العرب في مجال الإعلام بناء على ترشيح دولهم بواقع خبير واحد من كل دولة عربية .
واستهدفت الورشة الاسترشاد بما يطرح فيها من أفكار وآراء في تنقيح مسودة الاستراتيجية التي أعدها فريق العمل بينما عقدت ورشة العمل الثانية في شهر مايو 2008 وشارك فيها إعلاميون ممارسون ممثلون لمحطات إعلامية عربية وعالمية بهدف ان يجتمع للوثيقة الخبرة العملية إلى جانب الخبرة العلمية التي قدمهـا الخبراء الذين ضمتهم الورشة الأولى.
وقدم الإعلاميون المشاركون عددًا من الاقتراحات تخص سبل تنفيذ المشروعات المتضمنة في الإستراتيجية .
ودودة بدران تشيد بعطاء الشيخة فاطمة لمنظمة المرأة العربية
أبوظبي في 11 نوفمبر/ وام /
أعربت الدكتورة ودودة بدران المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية عن شكرها وتقديرها لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة منظمة المرأة العربية رئيسة الإتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية راعية المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية على كل ما تفضلت به من دعم واهتمام شمل المؤتمر وأنشطة أخرى أساسية للمنظمة .
وأكدت الدكتورة ودودة بدران في كلمة ألقتها في إفتتاح المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية في أبوظبي اليوم أن سموها غمرت المنظمة بعطائها الكريم الذي تجاوز الدعم المادي للأنشطة وبرامج العمل إلى الدعم المعنوي ممثلاً في حماسِها الكبير وتشجعِيها المستمر وعنايتِها الفائقة بالمتابعة الشخصية والحثيثة لكل التفاصيل واهتمامِها البالغ بتذليل كافة العقبات وتوفير سائر التسهيلات من أجل رفع كفاءة العمل وتجويدِه وهي أمور خليقة بمثلِها ممن هم رعاة الإصلاحِ وحاملو شعلته في الوطن العربي.
وقالت بدران إن وضع المرأة في المنطقة العربية لايزال بعيدا عن المنشود رغم الجهود المتواصلة لتحسين أوضاعها التي تبذلُها جهاتٌ مختلفة تتوزع بين جهات رسمية وهيئات المجتمع المدني ومازالت تعاني مظاهر كثيرة لخلل الأمن والأمان في حياتها اليومية والأمر يتدرج من تعرضها لأنماط ودرجات مختلفة من العنف المنزلي إلى ضعف وصولِها في بعض المناطق إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة ووضع حواجز أمام مشاركِتها في صنع واتخاذ القرارات المجتمعية على مستوياتها المختلفة وصولاً إلى تعرضها للمخاطر في ظل حالات الاحتلال والنزوح والتهجير القسري في مناطق الحروب والنزاعات المسلحة .
وأكدت أن منظمة المرأة العربية تسعى منذ تأسيسها لبناء قدرات المرأة العربية وتحسين البيئة المحيطة بها والمؤثرة فيها والعمل الساعي إلى إنهاضها بما يسهم في تحقيق أمنِها وأمانِها.. حيث تسترشد المنظمة في عملها باستراتيجية النهوض بالمرأة العربية التي أنتجتها أعمال قمم المرأة العربية والتي حددت مجموعة من مجالات الحركة من أجل تمكين المرأة العربية تشمل مجال التعليم والصحة والبيئة والاعلام والاجتماع والاقتصاد والسياسة والقانون.. مشيرة إلى أنه عند مراجعة مفهوم أمن الإنسان كما طرح في الأمم المتحدة قبيل منتصف التسعينيات وفي العديد من الكتابات النظرية الصادرة لاحقا لوحظ أن العناصر التي يتكون منها تتضمن في الواقع سائر جوانب الحضور الاجتماعي للمرأة التي تهتم بها المنظمة وتسعى لأن تنشط فيها.
وأوضحت أن المنظمة تتبنى مجموعة من برامج العمل من أجل المرأة تنفذ ضمنَها مشروعات شتى تدور في فلكِ مفهوم أمن الإنسان بمعناه الواسع أي التحرر من العوز والتحرر من الخوف وتحقيق الكرامة الإنسانية..لافتة إلى أن المنظمة تتبنى على سبيل المثال برنامجًا للمراجعات الثقافية يستهدف مراجعة وتقييم التوجهات الثقافية السائدة في المجتمع العربي والتي تعد عاملا أساسيًا في تقرير مكانة المرأة وحدود حركتِها وطبيعة أدوارِها .
وأضافت أن المجموعة القانونية العربية في المنظمة تسعى لمراجعة التشريعات العربية لتحقيق الإنصاف القانوني للمرأة العربية وإزالة الأسباب التي تجعل من التشريع مصدرًا لتهديد أمنها ..كما تتبنى المنظمة قواعد بيانات مختلفة هدفُها كشف أوضاع المرأة ومشكلاتِها المخلة وأمنها وأمانها إضافة الى برنامج عن الإعلام ودعم المرأة يسعى إلى محاربة الصور السلبية والنمطية التي تهدد مكانة المراة وأدوارها.
وأوضحت أن المنظمة تخصص بعضا من الجوائز والمنح التي تقدمها للدراسات التي تتخذ من موضوعات المرأة والنزاعات المسلحة والمرأة والسلام محورا لها..مؤكدة حرص المنظمة على تصميم أعمال المؤتمر لتتجاوز الطرح النظري في الموضوع إلى الواقع العملي وذلك من خلال الحرص على بلورة كل فكرة في صورة توصيات عملية قابلة للتطبيق على الأرض.
وأضافت ان المنظمة تهدف إلى أن تخلص أعمال المؤتمر إلى بلورة أجندة محددة تؤطر لعملها المستقبلي من أجل المرأة العربية بحيث تسكّن كافة أنشطتِها وبرامج عملها داخل هيكل محدد من حيث موضوعاتِه وأولوياتِه ..
مشيرة إلى مراعاة الجمع بين كل من الأكاديميين المنظرين والخبراء الناشطين في مؤسسات صنع وتنفيذ السياسات عند تشكيل جلسات عمل المؤتمر بالإضافة إلى جمع المنظورين العربي والدولي وذلك ضمانًا لإثراء كل جلسة بالأفكار وضمان أن تتم مقاربة القضايا محل النقاش بشكل شمولي يجمع مختلف وجهات النظر ويراعي الدمج بين بعدي الفكر والواقع كما يحقق التراكم العلمي النافع بين الإسهامات الأجنبية القائمة والسائدة في الموضوع والإسهامات العربية التي ستطرح في هذا المؤتمر والتي ستكون نواة لمدرسة عربية في الموضوع.
وأعربت الدكتورة بدران عن ثقتها بأن الخبرات النظرية والحركية الرفيعة للمشاركين في المؤتمر ولضيوفه ستكون قادرة على أن تقدم إطارًا محكمًا للحركة بهدف من أجل خدمة المراة العربية والارتقاء بها وتحقيق أمنِها بكل معانيه.
وقدمت شكرها في ختام الكلمة للسيدات الأول الفضليات اللائي شاركن في المؤتمر ولجميع أعضاء المجلس الأعلى للمنظمة واللائي لا يدخرن وسعا لدعم أعمالِ المنظمة ودعم المرأة العربية ورفعتِها والمجلس الوطني للإعلام بدولة الإمارات وكل الوزارات والهيئات بالدولة والتي جندت العاملين بها من أجل خروج المؤتمر في الشكل الأفضل.
سوزان مبارك تشيد باهتمام الشيخة فاطمة بقضايا المرأة العربية
أبوظبي في 11 نوفمبر / وام /
أشادت السيدة سوزان مبارك حرم الرئيس المصري محمد حسني مبارك بجهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة منظمة المرأة العربية رئيسة الإتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية واهتمامها الشخصي بقضايا المرأة العربية وسبل تمكينها والارتقاء بأوضاعها.
وأعربت السيدة سوزان مبارك عن سعادتها بانعقاد المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية في دولة الإمارات برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لمناقشة موضوع بات مطروحا بقوة على الاجندة الدولية هو موضوع امن الانسان.
وأوضحت في كلمتها خلال المؤتمر الثاني لمنظمة المراة العربية أن مفهوم أمن الانسان لا يزال في طور التكوين ومحلا للنقاش والجدل داخل الأمم المتحدة وخارجها ومن هنا تأتي الاهمية البالغة لانعقاد مؤتمر ابوظبي لطرح رؤية المراة العربية لهذا المفهوم وللإسهام بهذه الرؤية في بلورة معالمه.
واضافت أن الأمة العربية جزء لا يتجزء من هذا العالم يؤثر فيه ويتأثر به ولا يمكنه الانعزال عن تطوراته ومتغيراته.. مؤكدة ان حماية المرأة وضمان امنها وامانها لابد أن يكون مكونا رئيسيا من هذا المفهوم فالمراة هي الاكثر تعرضا للعنف والممارسات الضارة والاتجار بالبشر وهي الاكثر معاناة من النزاعات المسلحة وقوافل اللاجئين والنازحين وهي في اوقات السلم الاكثر تعرضا للتهميش والفقر والاكثر احتياجا لثمار التنمية من اجل تمكينها والارتقاء باوضاعها.
وأوضحت أن أمن الافراد والشعوب كل لا يتجزأ عن الامن القومي لمجتمعاتهم ودولهم كما ان مفهوم الامن الانساني ياتي في سياق الامن القومي للدول وليس بديلا عنه وان مسؤولية تحقيقه هي مسئولية وطنية في المقام الاول تتصل اتصالا وثيقا بجهود التنمية الاجتماعية والبشرية ويدعمها دور مساند ومطلوب من المجتمع الدولي.
وحذرت من خطورة المساس بمفهوم السيادة مؤكدة ان الحق في التدخل الانساني يفتح الباب امام التذرع به لانتهاك سيادة الدول خارج اطار الشرعية الدولية ودون ولاية الامم المتحدة .
وطالبت بضرورة احترام كافة الدول للمبادىء المعترف بها دوليا لحقوق الانسان وضرورة توفير الحماية والامن الانساني لكافة الافراد والشعوب.
وأكدت السيدة سوزان مبارك ان تناول قضية امن الانسان بصفة عامة وعلاقتها بالمرأة بصفة خاصة يمثل مبادرة تستحق الاشادة والثناء لمنظمة المرأة العربية وذلك لاعتبارات نظرية وعملية عديدة .
وأوضحت ان طرح هذه القضية في هذا المحفل العربي يمثل مبادرة سباقة وأعربت عن أملها في أن تشجع الدوائر الاكاديمية العربية على تناول هذا الموضوع الهام كي تسهم في صياغة مفهوم الامن الانساني وتحديد معالمه وحتى لا تنفرد مدارس الفكر الغربي بذلك.
وأشارت الى ان هذا المؤتمر يمثل اسهاما يعبر عن الخصوصيه العربية في موضوع هو محل اهتمام دولي كبير بالامم المتحدة وغيرها من المنظمات والتجمعات الاقليمية والدولية.
واكدت ان الصبغة الدولية لهذا المؤتمر تتيح أن تاتي المساهمة العربية في اطار حوار مباشر بين الخبراء العرب والدوليين موضحة أن هذا الحوار والتواصل بين الفكر العربي والدولي يمثل مطلبا ضروريا ليكون نموذجا لحوار مماثل حول مختلف القضايا محل الاهتمام المشترك لبني البشر.
وشددت على أهمية موضوع المؤتمر في ضوء معطيات الواقع العالمي الراهن بعدما أصبحت قضية الامن البشري شديدة الالحاح في مواجهة مخاطر متنوعة باتت تواجه الانسان وتتجاوز الحدود والاقاليم سواء عبر الثورة غير المسبوقة في وسائل الاتصال وتكنولوجيا المعلومات او التطور الهائل في التكنولوجيا العسكرية عتادا وتسليحا او ما تفرضه العولمة من تحديات اقتصادية واجتماعية جديدة.
وأوضحت أن هناك ارتباطا وثيقا بين قضايا ومفهوم الامن الانساني في الواقع العربي الراهن نظرا للطبيعة الاجتماعية والثقافية العربية التي تجعل من المرأة محورا للاسرة ومحورا للبنية الاساسية للمجتمع مؤكدة ان حماية المراة وتمكينها والارتقاء باوضاعها على نحو يضمن لها حريتها وتحقيق ذاتها هو مطلب اساسي لأمن المجتمع واستقراره ونموه والارتقاء به.
وأكدت في ختام كلمتها أهمية النظر الى المرأة ليس كطالب للامن والحماية فحسب وانما كصانع للامن والاستقرار والسلام والتنمية .. معربة عن ثقتها بأن نتائج هذا المؤتمر ستمثل اضافة علمية وعملية تخدم قضايا المراة العربية وتعززها.
الشيخة لطيفة الصباح.. انضمام الكويت لعضوية منظمة المراة العربية بات أمر ضروريا
أبوظبي في 11 نوفمبر/ وام /
أشادت الشيخة لطيفة الفهد الصباح رئيسة لجنة المرأة بدولة الكويت بالنهضة الكبيرة التي تعيشها دولة الإمارات العربية المتحدة في مختلف المجالات وبدور سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة منظمة المرأة العربية الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام في تعزيز وتفعيل دور المرأة الإماراتية في مختلف مجالات الحياة العامة حيث ترتقي أرفع المناصب بفضل النهضة التعليمية والتنموية الشاملة التي تعيشها الإمارات والتي وضع قواعدها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.
وأكدت الشيخة لطيفة أهمية انضمام الكويت لمنظمة المرأة العربية لكي تمارس دورها وحقها الكامل في مناقشات ومداولات المنظمة.
وقالت في مؤتمر صحفي عقدته مساء اليوم بقصر الإمارات أن وفد دولة الكويت المشارك في أعمال المؤتمر سيسعى من خلال مشاركته في الحصول على العضوية الكاملة في المنظمة ..مشيرة إلى انه وفقا للأنظمة والقوانين الكويتية يتوقع قريبا صدور مرسوم أميري بالانضمام للمنظمة.
وأوضحت أن الكويت لم تتخلف يوما عن العمل الاجتماعي العربي بكافة أشكاله وكانت دائما وأبدا مساندا وداعما قويا لكافة أشكال التعاون والتنسيق فيما يتعلق بالقضايا والأمور التي تهم الشعوب العربية.
واضافت أن الاعتراضات الكويتية السابقة على عمل منظمة المرأة العربية كانت شكلية وان دولة الكويت كانت من أوائل الدول التي دعت لإنشاء منظمة المرأة العربية وساهمت في صياغة وثيقة المنظمة الى جانب دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية.
وذكرت رئيسة لجنة شؤون المرأة الكويتية أن المرأة في الكويت منذ أكثر من عقدين من الزمان وهى تساهم مع الرجل في مسيرة التنمية والبناء وتحتل مواقع قيادية ورفيعة في مختلف القطاعات سواء الحكومية منها أو شبة الحكومية كما أنها تلعب دروا هاما في مجالات الاستثمار والتجارة..مشيرة إلى أن اللجنة لديها إستراتيجية طويلة الأمد لمجموعة من المشاريع المحورية تستهدف تعزيز مشاركة المرأة الكويتية في المحافل الدولية والعربية والإقليمية.
وأكدت ضرورة عمل المرأة لكويتية مع الرجل لتغيير المفهوم الخاص بها وان تقنعه بأهمية الدور الذي يجب أن تلعبه في المجتمع ..مشيرة إلى أن المجتمع الكويتي بحاجة للمزيد من الوعي بأهمية المواطنة وبما يضر وما ينفع المجتمع.
ودعت الشيخة لطيفة إلى ضرورة التنسيق فيما يتعلق بالعمل الجماعي العربي والمتعلق بشؤون المرأة وخاصة فيما يتعلق بطريقة عمل منظمة المرأة العربية حيث يجب أن تكون لجان المنظمة مختلطة كما يجب أن تكون رئاسة لجان المنظمة موزعة فيما بين الأعضاء حتى يمكن الاستفادة من خبرات مختلف الدول المشاركة في المنظمة من خلال ممثليها في لجان المنظمة.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات